نوادر إبراهيم عبدالله - أغنيتان طويلتان للمطر ...

أغنيتان طويلتان للمطر
أغنيتان حبيستان والليل أعمى
العين تسأل بلا توقف
عن سحابة مغرورة
طال انتظارها
سحابة قاسية لا تستمع إلى أنين الأرض
سحابة صماء تسجن بداخلها لحن جهور
تصيبه بالبكم ولا تبالي
ترهقه بانقباضها كلما رعدت السماء
يصرخ اللحن رغم تبكمه
تبرق السحابة غضبا
أغنيتان على الأرض بملحها وعشبها
تستمران على وتيرة ثابتة
الأغنية الأولى تُعمي الليل وتعشق السواد
الأغنية الثانية تهرول إلى الشمس دون حذر
تسألها خيوطها المضيئة
تنكوي بنارها وتعلو طربا
أغنيتان مجنونتان والعمر ينتظر توقفهما
في الليل تحوم فراشة لامعة تزعج الأغنية الأولى
فراشة عنيدة لا يطالها الموت ولا التجاعيد
فراشة لها بطولة وشأن
تواجه أغنية الليل بلمعانها وتتعجرف
ما بكِ يا أغنية لا يغريك سوى الظلام!
تأتي الشمس وبأذنها وشاية، ثرثرة غزيرة بلا كتمان
تُصدق الفراشة حقها وتثأر
تصوم عن الأغنية الثانية بالغياب
اغنيتان حزينتان إذن
في عتمة دائمة صامتة
أختار أن أسامر المطر الطويل
بمعطف أسود
ومظلة حمراء
بحذاء عالٍ مثير
تتساقط قطرات دافئة
لم تعدها المدينة ولا خطواتي
قطرات مالحة
بها لحن قوي
يا ويلي!
أيعقل أن ينفك لغز السماء!
أيعقل أنها السحابة المغرورة تغازلني
أخيرا نطق اللحن
طارت مظلتي
نفضت حذائي بعيدا
أغنيبتان تمكسان بي
شَهِدَ الكون مهرجانا فريدا
مطر ولحن ونجم
سماء صافية
وليل يُبصر
صباحٌ يحمل الحياة
وشمس راضية عن الفراشات
أغنيتان جميلتان للمطر
ودعتا عمر المدينة
والروح التي بداخلي لا زالت تغني
تنتظر المطر بلا معطف
حافية القدمين
وبلا مظلة

14.11.2024
5:27PM

نوادر إبراهيم



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...