عرض /محمد عباس محمد عرايي
الشاعر المصري القدير الكاتب خليل شيبوب، شاعر سوري المولود في اللاذقية ،وعاش بمصر بالإسكندرية، وهو من المجددين في الشعر المنتقلين به من العمودي إلى الحر مع الاحتفاظ بالقافية.
*«شيبوب»شاعرًا وكاتبًا :
ظهرت مواهب الخليل الأدبية والشعرية عندما كان على مقاعد الدرس، وفي الإسكندريةاستكمل دروسه وتثقيف نفسه دون أن ينقطع عن العمل، ونال شهادات عديدة منها الليسانس في الحقوق سنة 1924م.
وقد نظم الشاعر خليل «شيبوب» الشعر العمودي، وبالإضافة لذلك حاول التجديد بكتابة الشعر الحر، مع التزامه الكتابة بالقافية، *نشر ديوانه الأول «الفجر الأول» بتقديمٍ من الشاعر «خليل مطران» عام ١٩٢٠م، وكانت قصائده تُنشر في مجلات الرسالة وأبوللو.
ومن الجديرذكرهأنه:
نشأت صداقة بين شيبوبوأمير الشعراء أحمد شوقي، وعرض عليه أن يكتب له مقدمة لديوانه تضاف إلى مقدمة خليل مطران، فقبل العرض شاكراً، ومن شعر شوقي بهذه المقدمة:
شيبوب ديوانك باكورة
وفجرك الأول نور السبيل
* نشر ديوانه الثاني «أحلام النهار». وكانت موضوعات قصائده تدور في فلك رمزيٍّ تعبيريٍّ وصفه «خليل مطران» بأنه: «يصفُ الإحساسَ على مثالٍ غيرِ مسبوق»
من شعر شيبوب:
أنظمُ الشعرَ سلوًّا
لهمومٍ تتجدد
كلُّ لفظٍ دمعةٌ تجـ
ـري على عمرٍ مهدد
كل حرفٍ قطرةٌ من
دمِ قلبي تتفصّد
كلُّ معنىً حرقةُ الأنفا
سِ من صدريَ تصعد
هكذا اليومَ إلى الدهـ
ـرِ بشعري أتودد
من مؤلفاته الأدبيةوالقضائية:
ندى (قصة طويلة)
قبس من الشرق (ديوان من الشعر المترجم من الأدب الشرقي، ترجمه مع صديقه الشاعر عثمان حلمي سنة 1928).
المعجم القضائي (فرنسي عربي)
*كتابة الشعر الحر:
حاول الشاعر خليل شيبوب التجديد في الشعر وكتابة الشعر الحر، حيث نشر قصيدة في مجلة الرسالة القاهرية في 13 ديسمبر 1943، كان عنوانها «من الشعر الحر: الحديقة الميتة والتوتر البالي»، وقال في تقديمها:
«كل شطر من هذه القصيدة يرجع إلى بحر من بحور الشعر العربية، أو إلى مجزوئه، أو مجزوء مجزوئه، ولم نغفل فيه القافية مطلقًا، بل بقيت متشابكة أو متلاحقة بحسب النظم، ولقد استنبطت هذه الطريقة بعد جهد، ورأيتها أقرب إلى الشعر الحر والمرسل من سواهما. أما ما يبدو في هذا الشعر من التنافر، فإن تكرار قراءته يصقل الأذن، ويتكفل بأن يعيد الرنة الشعرية إليها»
يقول شيبوب في هذه القصيدة:
بها اهتدى
عادي الردى
فعدا
ومحا معالمَها كأن لم تكن
وكأن فيها الطير لم يترنم
وكأن فيها الزهر لم يتبسم
مذهبه الشعري :
نحا الشاعر خليل شيبوب منحى خليل مطران في الشعر الوصفي أو الرمزي، فهو شاعر وصاف، والشاعر الوصاف ينزع أكثر ما ينزع إلى الناحية المادية، بيد أن شعر شيبوب في هذا المنحى أقوى من شعر مطران، فيه قوة نفتقدها في قريض شاعر القطرين وعاطفة مشبوبة قل أن نعثر عليها في قصائد الوصافين من الشعراء المحدثين، وشيبوب هو القائل:
ولا بجسمي قطرة من دمي
لم تختمر حبًّا ولم تعشق
على أن خليل شيبوب لم يفرغ للشعر، وإنما جعله هواية له في أوقات الفراغ، وقد قام بمحاولات للتحرر من شكل القصيد التقليدي والتجديد في النظم، ونظمها على شكل ثنائيات أو ثلاثيات أو خماسيات.
مميزات شعره:
يمتاز أسلوبه بالوصف الواقعي الذي كان يصدف عنه الشعراء السابقين والذي طوَّعه للشعر وجلاه في صورة ملموسة، إن هذا الوصف الواقعي يتميز عن ذلك النوع من الشعر المتفاوت المعاني والصور التي يتعمدها بعض الشعراء؛ لأنه كان كثير العناية، يتخير معانيه وصوره والتزام الطراز الشعري في وضوح، ينأى عن غموض الرمزية أو هوس ما وراء الواقع، وكان اتباعيًّا من هذه الناحية ابتداعيًّا في خيالاته وعواطفه، متحرراً في بعض الأحيان في طريقة النظم، ومن روائع نظمه قوله:
أحب الضحى وأحب المساءَ
وأهوى الظلامَ وأهوى الضياءَ
ووقتاً ترفرفُ روحي فيه
يُنازعني من بقائي البقاءَ
معاني الحياة كأوقاتها
فما سُر سَر وما سيءَ ساءَ
إذا الشمسُ أرسلت النور لاحت
كنبع عقيقٍ تَدفَّقَ ماءَ
وسالَ كتبرٍ أُذيبَ وصُبَّ
على الكونِ يسقي الفضا والهواءَ
تَرقرَقَ مثل دموعِ العذاري
حسبتَ الخدود لهن إناءَ
وما البردُ في الليلِ إلا لجينٌ
يذوب سنى وينير السناءَ
كان الحسان لبسن الحدادَ
وأسفرنَ عن كل وجهٍ أضاءَ
وإن خيَّم الليلُ قام السوادُ
بهيماً كعقلٍ أضاعَ الذكاءَ
كأن الغواني نشرن الشعورَ
وستَّرنَ أوجُهَهُنَّ حياءَ
فشمسُ الصباح عقيقٌ يسيل
ونحنُ دعونا العقيقَ ذكاءَ
وبدرُ الظلام لجينٌ لذاك
يلألئُ نور اللجينِ صفاءَ
وليس الدجُنَّةُ إلّا فَناءٌ
إذا ما تراءَت لنا يتراءى
وما قولُنا الشمس وَالبدرَ والصبحَ
والليل في العمر إلا امتراءَ
وإن الحياة لَتُقضى كذا
طوراً ظلاماً وطوراً ضياءَ
وما اختَلَفَت غيرُ عينٍ تراها
شقاءً وعينٍ تراها هناءَ
وما النورُ إلّا الحياةُ فهذا
رآهُ صباحاً وذاك مساءَ
نشاطه الأدبي والكتابي:
في سنة 1931م تأسست بالإسكندرية جماعة أدبية باسم (جماعة نشر الثقافة)، فانتخب أول رئيس لها
وكان بارز النشاط في المحيط الأدبي بالإسكندرية، ونشر المقالات والأبحاث في صحف عديدة نذكر منها صحيفة (البصير)، وقد كتب فيها سلسلة مقالات اجتماعية أدبية بعنوان (بريد الثلاثاء)، كما نشر مقالات عديدة في صحيفة (الأهرام) في سنتي 1949م و1950م.
المراجع:مادة المقال من :
خليل شيبوب
مؤسسة هنداوي ،خليل شيبوب
دار المقتبس:خليل شيبوب
الديوان خليل شيبوب
www.aldiwan.net
الشاعر المصري القدير الكاتب خليل شيبوب، شاعر سوري المولود في اللاذقية ،وعاش بمصر بالإسكندرية، وهو من المجددين في الشعر المنتقلين به من العمودي إلى الحر مع الاحتفاظ بالقافية.
*«شيبوب»شاعرًا وكاتبًا :
ظهرت مواهب الخليل الأدبية والشعرية عندما كان على مقاعد الدرس، وفي الإسكندريةاستكمل دروسه وتثقيف نفسه دون أن ينقطع عن العمل، ونال شهادات عديدة منها الليسانس في الحقوق سنة 1924م.
وقد نظم الشاعر خليل «شيبوب» الشعر العمودي، وبالإضافة لذلك حاول التجديد بكتابة الشعر الحر، مع التزامه الكتابة بالقافية، *نشر ديوانه الأول «الفجر الأول» بتقديمٍ من الشاعر «خليل مطران» عام ١٩٢٠م، وكانت قصائده تُنشر في مجلات الرسالة وأبوللو.
ومن الجديرذكرهأنه:
نشأت صداقة بين شيبوبوأمير الشعراء أحمد شوقي، وعرض عليه أن يكتب له مقدمة لديوانه تضاف إلى مقدمة خليل مطران، فقبل العرض شاكراً، ومن شعر شوقي بهذه المقدمة:
شيبوب ديوانك باكورة
وفجرك الأول نور السبيل
* نشر ديوانه الثاني «أحلام النهار». وكانت موضوعات قصائده تدور في فلك رمزيٍّ تعبيريٍّ وصفه «خليل مطران» بأنه: «يصفُ الإحساسَ على مثالٍ غيرِ مسبوق»
من شعر شيبوب:
أنظمُ الشعرَ سلوًّا
لهمومٍ تتجدد
كلُّ لفظٍ دمعةٌ تجـ
ـري على عمرٍ مهدد
كل حرفٍ قطرةٌ من
دمِ قلبي تتفصّد
كلُّ معنىً حرقةُ الأنفا
سِ من صدريَ تصعد
هكذا اليومَ إلى الدهـ
ـرِ بشعري أتودد
من مؤلفاته الأدبيةوالقضائية:
ندى (قصة طويلة)
قبس من الشرق (ديوان من الشعر المترجم من الأدب الشرقي، ترجمه مع صديقه الشاعر عثمان حلمي سنة 1928).
المعجم القضائي (فرنسي عربي)
*كتابة الشعر الحر:
حاول الشاعر خليل شيبوب التجديد في الشعر وكتابة الشعر الحر، حيث نشر قصيدة في مجلة الرسالة القاهرية في 13 ديسمبر 1943، كان عنوانها «من الشعر الحر: الحديقة الميتة والتوتر البالي»، وقال في تقديمها:
«كل شطر من هذه القصيدة يرجع إلى بحر من بحور الشعر العربية، أو إلى مجزوئه، أو مجزوء مجزوئه، ولم نغفل فيه القافية مطلقًا، بل بقيت متشابكة أو متلاحقة بحسب النظم، ولقد استنبطت هذه الطريقة بعد جهد، ورأيتها أقرب إلى الشعر الحر والمرسل من سواهما. أما ما يبدو في هذا الشعر من التنافر، فإن تكرار قراءته يصقل الأذن، ويتكفل بأن يعيد الرنة الشعرية إليها»
يقول شيبوب في هذه القصيدة:
بها اهتدى
عادي الردى
فعدا
ومحا معالمَها كأن لم تكن
وكأن فيها الطير لم يترنم
وكأن فيها الزهر لم يتبسم
مذهبه الشعري :
نحا الشاعر خليل شيبوب منحى خليل مطران في الشعر الوصفي أو الرمزي، فهو شاعر وصاف، والشاعر الوصاف ينزع أكثر ما ينزع إلى الناحية المادية، بيد أن شعر شيبوب في هذا المنحى أقوى من شعر مطران، فيه قوة نفتقدها في قريض شاعر القطرين وعاطفة مشبوبة قل أن نعثر عليها في قصائد الوصافين من الشعراء المحدثين، وشيبوب هو القائل:
ولا بجسمي قطرة من دمي
لم تختمر حبًّا ولم تعشق
على أن خليل شيبوب لم يفرغ للشعر، وإنما جعله هواية له في أوقات الفراغ، وقد قام بمحاولات للتحرر من شكل القصيد التقليدي والتجديد في النظم، ونظمها على شكل ثنائيات أو ثلاثيات أو خماسيات.
مميزات شعره:
يمتاز أسلوبه بالوصف الواقعي الذي كان يصدف عنه الشعراء السابقين والذي طوَّعه للشعر وجلاه في صورة ملموسة، إن هذا الوصف الواقعي يتميز عن ذلك النوع من الشعر المتفاوت المعاني والصور التي يتعمدها بعض الشعراء؛ لأنه كان كثير العناية، يتخير معانيه وصوره والتزام الطراز الشعري في وضوح، ينأى عن غموض الرمزية أو هوس ما وراء الواقع، وكان اتباعيًّا من هذه الناحية ابتداعيًّا في خيالاته وعواطفه، متحرراً في بعض الأحيان في طريقة النظم، ومن روائع نظمه قوله:
أحب الضحى وأحب المساءَ
وأهوى الظلامَ وأهوى الضياءَ
ووقتاً ترفرفُ روحي فيه
يُنازعني من بقائي البقاءَ
معاني الحياة كأوقاتها
فما سُر سَر وما سيءَ ساءَ
إذا الشمسُ أرسلت النور لاحت
كنبع عقيقٍ تَدفَّقَ ماءَ
وسالَ كتبرٍ أُذيبَ وصُبَّ
على الكونِ يسقي الفضا والهواءَ
تَرقرَقَ مثل دموعِ العذاري
حسبتَ الخدود لهن إناءَ
وما البردُ في الليلِ إلا لجينٌ
يذوب سنى وينير السناءَ
كان الحسان لبسن الحدادَ
وأسفرنَ عن كل وجهٍ أضاءَ
وإن خيَّم الليلُ قام السوادُ
بهيماً كعقلٍ أضاعَ الذكاءَ
كأن الغواني نشرن الشعورَ
وستَّرنَ أوجُهَهُنَّ حياءَ
فشمسُ الصباح عقيقٌ يسيل
ونحنُ دعونا العقيقَ ذكاءَ
وبدرُ الظلام لجينٌ لذاك
يلألئُ نور اللجينِ صفاءَ
وليس الدجُنَّةُ إلّا فَناءٌ
إذا ما تراءَت لنا يتراءى
وما قولُنا الشمس وَالبدرَ والصبحَ
والليل في العمر إلا امتراءَ
وإن الحياة لَتُقضى كذا
طوراً ظلاماً وطوراً ضياءَ
وما اختَلَفَت غيرُ عينٍ تراها
شقاءً وعينٍ تراها هناءَ
وما النورُ إلّا الحياةُ فهذا
رآهُ صباحاً وذاك مساءَ
نشاطه الأدبي والكتابي:
في سنة 1931م تأسست بالإسكندرية جماعة أدبية باسم (جماعة نشر الثقافة)، فانتخب أول رئيس لها
وكان بارز النشاط في المحيط الأدبي بالإسكندرية، ونشر المقالات والأبحاث في صحف عديدة نذكر منها صحيفة (البصير)، وقد كتب فيها سلسلة مقالات اجتماعية أدبية بعنوان (بريد الثلاثاء)، كما نشر مقالات عديدة في صحيفة (الأهرام) في سنتي 1949م و1950م.
المراجع:مادة المقال من :
خليل شيبوب
الديوان خليل شيبوب
أكبرت فينا ضربة الدهر - خليل شيبوب - الديوان
أكبرت فينا ضربةَ الدهر لما رُمينا منكِ بالهجر فرحلت عنا غير قاليةٍ ميعادُ لقينا إلى الحشر كيف ارتَحلتِ وكنتِ نازلةً منا نزول الروح في الصدر