كان الشَرَطِيُّ النحيف، الشاب، الذي يَقَدِّرَ عمره كل عام "بعدة سنوات" منذ ان تجند في الشرطة وهو في عمر الخامسة عشر، يقف في المسافة القانونية التي اوصاه بها القاضي التقي ود كُشيب، و المقصود هنا مولانا حسن النوراني ود كشيب، وكشيب في مُخيلة سكان غرب السودان تعني المريسة، وهي مشروب ريفي لذيذ مُسَكِر جدا مغذي جداً له طعم كل الفاكهة دونما تمييز ورائحة أشياء شتى من بينها عفن الخبز ،عبق نوار شجرة السيَّال و البيرة، وله لون الرمل النقي. كان الشرطي يُمسك بسوط من جلد فرس البحر سميك يزن خمسة ارطال بالتمام، ولقد تمَّ وزنه أمام الحضور حتى يكونوا شهودا على شفافية و نزاهة المحكمة و دقة تطبيق القانون أو كما يطلق عليه البعض بين فينة و أخرى الشرع،يحس بثقل السوط في عظمة كتفه،ونعومة ملمسه في بطن كفه، ربما تسرب للمقبض بعض الزيت الممزوج بالقطران. و الحق يُقال، لم يكن للشرطي اية نوايا طيبة او ميول فكرية ملتوية، او نزوة تقوى انسانية توخذ ضميره العسكري الصارم، يشهد له اختياره ان يكون جلاداً على ذلك، ولكن ما حدث للشرطي وهو يقف تلك الوقفة القانونية الجيدة، ويمسك بالسوط بتلك الشرعية الصارمة، ويتجاهل احساسه بثقله في كتفه، كان شيئاً غريباً حتى على الشرطي نفسه.
النَطَع عبارة عن طاولة من الخشب في طول الشخص العادي، وروعيت الدقة في ارتفاعها عن الأرض وعرضها ايضاً ولو انه تمّ فرشها عَرَضَاً ببطانية عسكرية قديمة تفوح منها رائحة صُنان عتيق. لم يجدوا نصا قانونيا او شرعيا ينفي او يدعم الشكل الهندسي للنطع المستخدم الآن، ولكنهم اجتهدوا فلهم اجر المجتهد مرة واحدة إذا أخطأوا و مكرورا إذا أصابوا. طالما كانت نواياهم سليمة، و الأعمَالُ كما قِيّلَ بالنياتْ.
عندما خرجت سيدة من البيت للمدرسة، وسيدة لمن لا يعرفها معلمة في ثانوية للبنات بامبدة في امدرمان، كانت قد راجعت مظهرها الخارجي بدقة، فهي تحرص على ان تكون مقبولة من الجميع و ألا تثير الرغائب بصورتها الخارجية، فهي تكتفي بأنها عميقة في ذاتها و تفكيرها و تكتفي بما تحسه من امان وحب من قِبَل حبيبها الأخير حسبو، الذي يقبلها و يعجب بها بما هي عليه،وهذا يجعلها أكثر توازناً. لذا اختارت ان ترتدي بنطلونها الأبيض الأنيق، الذي يحبه ايضا حسبو،بالإضافة الى انه لا يعري ساقيها عندما تعتب سلم حافلة المواصلات العامة او عند الهبوط منها، وهي عادة لا تلبس شيئا تحته، لأسباب ايضا متعلقة بالمظهر الخارجي، واختارت جيبتها الطويلة المخططة بألوان مائية هادئة،راجعت بسرعة ضفائرها الممشطة بالأسلوب الأثيوبي منذ يومين، جلست طويلا كعادتها في المرآة، وضعت تلك النقطة الهامة من الروج على جانبي فمها، هي تفعل ذلك منذ عشر سنوان اي منذ ان اكتشفت ذلك الظل في زاويتي فمها،وبالأحرى منذ ان نصحتها احدى صديقاتها انه عليها إخفائه بتلك الطريقة، كانت سيدة تفعل كل شيء بثقة و بحب،حتي بخات عطر فرست سكس، نثرتها حول عنقها بعناية وثقة. تركت لأمها مصروف البيت، تحدثت قليلا مع والدها المريض، الذي كرر طلب الأمس غير المنجز المتمثل في زجاجة العسل الطبيعي الذي لم تتحصل عليه سيدة. قبل ان تخرج نهائيا من البيت تفقدت محتويات حقيبة يدها الصغيرة، وتأكدت ان بها كل شيء، اهمها الروج الذي تحتاج اليه بعد الإفطار، وبعد وضوء صلاة الظهر و بعد ان تلتقي بحسبو في نهاية يوم العمل الذي سيقوم كعادته بطريقته العجيبة في التقبيل بلحس الروج، وانفها ، عينيها ،شفتيها ولسانها بدون تمييز.
طلبت من القاضي ان يسمح لها بتغطية وجهها، ولكنه رفض طلبها لأن فضحها امام الناس هو جذء هام من العقوبة ولا يمكن استبداله بالسجن أو الغرامة ولا حتى بمزيد من الجلدات،بالتالي وضعت كفتيها في وجهها ورقدت بالطريقة التي رأى الجلادون انها القانونية و الأمثل. لسيدة ارداف كبيرة وجميلة، وقد رعتْ ورَبَّتْ والدتها هذه الأرداف منذ اليوم الأول لميلادها،وفقا لطقوس قبيلتها، حيث ان المرأة في ريفهم تحمل جرة الماء على ظهرها مسنودة على ردفيها، ومن ليست لها ارداف فإنها سوف تجد صعوبة عند القيام باهم واجبات المرأة تجاه اسرتها، وهي توفير مياه الشرب. لذا كانت الأمهات تحرم على بناتهن النوم على ظهورهن، وتطعمهن أحسن الأطعمة. ولاحظ القاضي انه الآن أمام معضلة من نوع آخر،لم يحسب لها حساباً، ولم تسعفه التشريعات التي يختزنها في رأسه بمعالجتها، معضلة أكبر وربما أكثر حرمة من ارتداء البنطلون اللعين. فهاهو ردف ضخم يرقد على النطع، بيحلق فيه الناس و يطل عليهم في تحد، و يبدو بكل سلطاته وثوراته الأنسوية مثيرا بصورة ما كان يتوقعها هو أو محفل الرجال الذين جاؤا لمشاهدة المشق الآن، كان بنطلونها الأبيض الجميل ابيض لكنه حزينا، شعرها يتبعثر على جانبي وجهها المدفون في النطع العفن، جسدها الساخن يرتجف في صمت. عندما طلب القاضي من الجلاد ان يبدأ الضرب حتى يتخلص من ذلك الجسد الآبق، الذي أحس به يفضحه هو شخصياً، بل ويمد إليه لسانه في بذاءة وغيظ، انتبه القاضي لعيني الشرطي المحملقتين في الجسد العظيم الراقد على النطع، كان الجندي قد ذهب بعيدا في السنوات، مباشرة الى امه، وكان يسمع صوتها عاليا و قويا وهي تقول له: الراجل لا يضرب البت، عيب يا وسخ، عيبْ. ولكنه أيضاً كان يتخيل نفسه منبطحاً علي ذلك الردف الأسطوري الحزين، كان يراه عاريا منتصبا كطود من اللذة، تذكر اخته أيضاً، تذكر زينب، تذكر صورها التي ارسلتها له من بريطانيا وهي في جينز محزق على جسدها كانه جذء من جلدها وهي بين اطفالها وزوجها. عندما انتهره القاضي المرتبك للمرة الثانية او الثالثة أو العاشرة لا يدري، انتبه الشرطي الى ضحك المتفرجين عليه، فرفع السوط ذا الأرطال الخمسة عالياً جداً، لم يحس هذه المرة بثقله في عظمة كتفه، بل في سويداء قلبه ، و أنزله بكل قواه في وجه القاضي مباشرة، وقبل أن ينتبه الحرس و الشرطيون الآخرون ويتدخلوا لإنقاذ القاضي كان قد مشقه ثمانية مرات في ذات الوجه و الرأس و الكتف و الظهر، و ألحقه بمشقتين لئيمتين مبرحتين في اردافه وهو يهرب سابحا في بركة من الدم و الصياح، محتميا بالمتفرجين، الذين يبدو انهم كانوا في غاية الأستمتاع أو الدهشة.
26-1-2010
عبد العزيز بركة ساكن
النَطَع عبارة عن طاولة من الخشب في طول الشخص العادي، وروعيت الدقة في ارتفاعها عن الأرض وعرضها ايضاً ولو انه تمّ فرشها عَرَضَاً ببطانية عسكرية قديمة تفوح منها رائحة صُنان عتيق. لم يجدوا نصا قانونيا او شرعيا ينفي او يدعم الشكل الهندسي للنطع المستخدم الآن، ولكنهم اجتهدوا فلهم اجر المجتهد مرة واحدة إذا أخطأوا و مكرورا إذا أصابوا. طالما كانت نواياهم سليمة، و الأعمَالُ كما قِيّلَ بالنياتْ.
عندما خرجت سيدة من البيت للمدرسة، وسيدة لمن لا يعرفها معلمة في ثانوية للبنات بامبدة في امدرمان، كانت قد راجعت مظهرها الخارجي بدقة، فهي تحرص على ان تكون مقبولة من الجميع و ألا تثير الرغائب بصورتها الخارجية، فهي تكتفي بأنها عميقة في ذاتها و تفكيرها و تكتفي بما تحسه من امان وحب من قِبَل حبيبها الأخير حسبو، الذي يقبلها و يعجب بها بما هي عليه،وهذا يجعلها أكثر توازناً. لذا اختارت ان ترتدي بنطلونها الأبيض الأنيق، الذي يحبه ايضا حسبو،بالإضافة الى انه لا يعري ساقيها عندما تعتب سلم حافلة المواصلات العامة او عند الهبوط منها، وهي عادة لا تلبس شيئا تحته، لأسباب ايضا متعلقة بالمظهر الخارجي، واختارت جيبتها الطويلة المخططة بألوان مائية هادئة،راجعت بسرعة ضفائرها الممشطة بالأسلوب الأثيوبي منذ يومين، جلست طويلا كعادتها في المرآة، وضعت تلك النقطة الهامة من الروج على جانبي فمها، هي تفعل ذلك منذ عشر سنوان اي منذ ان اكتشفت ذلك الظل في زاويتي فمها،وبالأحرى منذ ان نصحتها احدى صديقاتها انه عليها إخفائه بتلك الطريقة، كانت سيدة تفعل كل شيء بثقة و بحب،حتي بخات عطر فرست سكس، نثرتها حول عنقها بعناية وثقة. تركت لأمها مصروف البيت، تحدثت قليلا مع والدها المريض، الذي كرر طلب الأمس غير المنجز المتمثل في زجاجة العسل الطبيعي الذي لم تتحصل عليه سيدة. قبل ان تخرج نهائيا من البيت تفقدت محتويات حقيبة يدها الصغيرة، وتأكدت ان بها كل شيء، اهمها الروج الذي تحتاج اليه بعد الإفطار، وبعد وضوء صلاة الظهر و بعد ان تلتقي بحسبو في نهاية يوم العمل الذي سيقوم كعادته بطريقته العجيبة في التقبيل بلحس الروج، وانفها ، عينيها ،شفتيها ولسانها بدون تمييز.
طلبت من القاضي ان يسمح لها بتغطية وجهها، ولكنه رفض طلبها لأن فضحها امام الناس هو جذء هام من العقوبة ولا يمكن استبداله بالسجن أو الغرامة ولا حتى بمزيد من الجلدات،بالتالي وضعت كفتيها في وجهها ورقدت بالطريقة التي رأى الجلادون انها القانونية و الأمثل. لسيدة ارداف كبيرة وجميلة، وقد رعتْ ورَبَّتْ والدتها هذه الأرداف منذ اليوم الأول لميلادها،وفقا لطقوس قبيلتها، حيث ان المرأة في ريفهم تحمل جرة الماء على ظهرها مسنودة على ردفيها، ومن ليست لها ارداف فإنها سوف تجد صعوبة عند القيام باهم واجبات المرأة تجاه اسرتها، وهي توفير مياه الشرب. لذا كانت الأمهات تحرم على بناتهن النوم على ظهورهن، وتطعمهن أحسن الأطعمة. ولاحظ القاضي انه الآن أمام معضلة من نوع آخر،لم يحسب لها حساباً، ولم تسعفه التشريعات التي يختزنها في رأسه بمعالجتها، معضلة أكبر وربما أكثر حرمة من ارتداء البنطلون اللعين. فهاهو ردف ضخم يرقد على النطع، بيحلق فيه الناس و يطل عليهم في تحد، و يبدو بكل سلطاته وثوراته الأنسوية مثيرا بصورة ما كان يتوقعها هو أو محفل الرجال الذين جاؤا لمشاهدة المشق الآن، كان بنطلونها الأبيض الجميل ابيض لكنه حزينا، شعرها يتبعثر على جانبي وجهها المدفون في النطع العفن، جسدها الساخن يرتجف في صمت. عندما طلب القاضي من الجلاد ان يبدأ الضرب حتى يتخلص من ذلك الجسد الآبق، الذي أحس به يفضحه هو شخصياً، بل ويمد إليه لسانه في بذاءة وغيظ، انتبه القاضي لعيني الشرطي المحملقتين في الجسد العظيم الراقد على النطع، كان الجندي قد ذهب بعيدا في السنوات، مباشرة الى امه، وكان يسمع صوتها عاليا و قويا وهي تقول له: الراجل لا يضرب البت، عيب يا وسخ، عيبْ. ولكنه أيضاً كان يتخيل نفسه منبطحاً علي ذلك الردف الأسطوري الحزين، كان يراه عاريا منتصبا كطود من اللذة، تذكر اخته أيضاً، تذكر زينب، تذكر صورها التي ارسلتها له من بريطانيا وهي في جينز محزق على جسدها كانه جذء من جلدها وهي بين اطفالها وزوجها. عندما انتهره القاضي المرتبك للمرة الثانية او الثالثة أو العاشرة لا يدري، انتبه الشرطي الى ضحك المتفرجين عليه، فرفع السوط ذا الأرطال الخمسة عالياً جداً، لم يحس هذه المرة بثقله في عظمة كتفه، بل في سويداء قلبه ، و أنزله بكل قواه في وجه القاضي مباشرة، وقبل أن ينتبه الحرس و الشرطيون الآخرون ويتدخلوا لإنقاذ القاضي كان قد مشقه ثمانية مرات في ذات الوجه و الرأس و الكتف و الظهر، و ألحقه بمشقتين لئيمتين مبرحتين في اردافه وهو يهرب سابحا في بركة من الدم و الصياح، محتميا بالمتفرجين، الذين يبدو انهم كانوا في غاية الأستمتاع أو الدهشة.
26-1-2010
عبد العزيز بركة ساكن