لا يأس مع الحياة ولاحياة مع اليأس، والصبر مفتاح الفرج، والامر مرهون بقضاء الله ولا مكروه الا ما قدر الله سبحانه وتعالى، فقد تضيق الدنيا بالانفس، وفجأة يحدث الفرج بعد الشدة بقضاء الله وتوفيقه، وفي يوم من الايام خرج النجار عدنان من داره قاصدا باب رزقه، وبينما هو يهم بفتح اقفال محله اعترضته ثلة من جنود الملك المستبد بناء على امر منه طالبا احضاره الى البلاط الملكي على وجه السرعة، وفي كل الاحوال حتى لو كان مريضا، رضخ عدنان الى امر الواقع، وهو يرتجف، يحدث نفسه قائلا ما عساي ان افعل وليست لدي الجرأة على السؤال، وماذا يريد الملك له بهذه الدنيا الصغير والفقير يبقيان على الدوام هدفا وطبقا شهيا للملوك، ثم اردف قائلا لله دره، يا ويلي من حساب الملك، ويا حسرتي، حتما سيكون مصيري غير مندوم عليه ومؤسف من الملك الا من زوجتي وابني (لطيف) الذي ارعاهما بعد الله حتما سيكون يوما مشؤوما لا محالة على يد سلطان جائر لا يعرف الرحمة والشفقة والاحسان، فالملك الجائر يستأثر ليس بالسلطة فقط وانما بالشعب ايضا، ثم عاد ليقول يالحظي السيء، فقد فنيت طوال حياتي وانا حي، وسئمت العيش، ولم تنتفع مهارتي الفنية وتواضعي وبساطتي واخلاصي في عملي، والان سيكرمني الملك الظالم خير تكريم، فما ان واجه الملك انسانا طالبا منه انجاز عمل كبير وصغير ولم ينجز الا والمشنقة في انتظاره وهو يتمتم في نفسه، الان جاء الدور علي/ يا لتكريمي العظيم من الملك اللئيم/ دخل عدنان بلاط الملك مع الجنود المدججين بالسلاح، اخبر وزير الملك ملكه، فقال يا سيدي الملك جئناك بخادمك المطيع عدنان النجار، والملك على عدنان فقال له تقدم ايها العبد، وهو يمعن النظر في وجه عدنان بنظرات تتطاير منها الشرور، فقال له عدنان نعم سيدي الملك حتى كاد يتغوط في سرواله من الخوف واسنانه تصطك من شدة الخوف، قال الملك يا عدنان، اني أمرك، ان تصنع لي من شجر اللوز كرسيا اباهي به ضيوفي القادمين غدا من خارج الملكة الى بلاطنا المعظم وتنقش عليه حبات السمسم من كل جانب، ثم اردف قائلا قد سمعت جيدا وتعلم جيدا عاقبة الامور في حالة عدم انجازك ما امرتك به، فماذا يقول عدنان غير كلمة السمع والطاعة من دون رضا غضبا ونفورا نفسيا، وبينما هو قافلا من بلاط الملك المستبد في طريقه الى داره دعا الله قائلا لا خير لك ولا فلاح ولا نصر ولا مال يا ايها الملك الشرير المستبد عديم الزهد والمودة والاحترام، اماتك الله وقبض ملك الموت، روحك الشريرة بسرعة البرق، والدمع ينهمر على وجنتيه ثم قال امين يا رب العالمين يا ناصر المظلومين على الظالمين، في كل وقت وحين، وفي صباح اليوم التالي وهو اليوم الموعود، طرق جنود الملك باب داره طالبين منه على وجه السرعة ان يصنع لهم تابوتا الى الملك الذي اتته المنية بغتة، فرح عدنان بموت الملك وقال سأصنع له تابوتا بسرعة كي يذيق عذاب القبر وعلى وجه السرعة وكفانا الله والشعب العراقي شر الظالمين والقتلة الارهابيين انه سميع الدعاء وبالاجابة جدير.
عامر سلمان – بغداد
عامر سلمان – بغداد