أعطتني ألوانها أشرأبت في قميصي، أصباغ متناثرة، مابين صورة الجواد الجامح والاشجار المتناسقة خلفه خطوط تمتد بين الوان وظلال معتمة، في الفسحة البيضاء أسترخت ظنون الوهم في خاصرة الجدار، صمتت لم تعد تكلمني
بيننا لم تنفع الايماءات، فقد تسرب من الحائط همس السكون، أغلق لغة الحوار اللوحة تسكن أمامي، تجاورني أنها رفيقة ساعاتي المضنية، تحركت الاغصان في الصورة، هبت نسمة من الشباك القابع خلفي، من عهد (العباسيين ) لايتململ من رسوخه أبدا، لم تغلق مزاليجه.
ظل قرونا طويلة معبرا لضوء الشمس، وللنسمات الهادئة في مجرى الريح، كانت لطخات الالوان تتأرجح في ضوء عيوني أرادت أن تستعير بهجة الاشراق، لكنها بقيت خابية، رغم طيف الشمس المتحرك في الحزم المضيئة وسط كوة الغرفة المسجاة فوق أطار اللوحة.
ما يزال الحصان يعدو، بلا صهيل ولهاث أحلامي المنتشاة، من فرط أصباغ ينابيع الاستلهام، تترك ندوبا، مثل الاصابع على مد البصر.
زحفت فوق سمرة جسدي، صارت وشما يغطيني، حاولت مرارا أن أختبىء، من هيجان اللوحة، لكنها أنتزعت بشرتي وسمرتني بمسمار على الحائط، نزلت اللوحة من الجدار على أرض الحجرة، أفترشت خطوط الوانها،بقيت أحدق بها، علها ترحمني وتشدني نحوها.
نضطجع على السرير، الارض المخضرة تمتد الى الافق، فيما الخيل ترمح.. بلاأنقطاع وكأن المسافات غارت
– من يشد من؟
لوحة غناء أم رجل معلق على الجدار؟!
تعلقت بثوبي، جذبتني أليها كدت أسقط، لولم يكن المسمار قد تشبث برقبتي، لهويت قرب النافذة العتيدة، وعبر على جسدي جيش التتار بلا رحمة، كانوا يزحفون بأحذيتهم الثقيلة نحو (بغداد)
يجوسون خلال الدروب لايفهمون أيماءاتي أحست الصورة بحرجي، دمعت عيناها، سال دمعها بلل السرير، أختلط مع الالوان البراقة فاستحال الىرماد.
اخذت قبضة منه، وضعتها على جرح رقبتي المخدشة من المسمار. نطق الجرح متأوها من الالم، تذكرت أمي التي رحلت في العام الفائت، تركتني وحيدا، أكابد لاأجد صدرا أهفو أليه.. أشكوه آلآمي.
مرضت قبل رحيلها، جف ضرعها، هتفت داخلي متعجبا (أو يجف ضرع الام !! ) بعدها أنتشر لون الرماد على السرير والحيطان المبللة بالذكريات.
سقف المطبخ ينز جوعا، في الصالة عشعش الحزن السرمدي،أنتبهت مازالت اللوحة تحدق في عيوني… تقدمت بأتجاهي فتحت أزرار قميصي، نشرت أضلاعي على الجدران، سحبت أصابعي، كورتها مثل ريشة، راحت ترسمني من جديد.
خجلت من التعري تحت وطأة ألم المسمار المتشبث بفقرات عنقي وتساءلت: (مافائدة الرسم وأنا المصلوب على لوحة الجدار )
الشباك الموارب تزدحم فيه قوافل الهاربين الى فردوس الغربة. من يستطيع غلق مزالجه؟ ! من يوقف شراسة الاستباحة؟! حين تصير اللوحة رساما والرسام لوحة.
من يعيرني عقله..؟!
لابحث عن حل يرشدني، وأغلق أزرار قميصي، أرجع اللوحة الىجدارها،أسحب المسمار من عنقي. بكت أمي طويلا لما جف حليب صدرها، قالت:
– لم أعد نافعة لأي عمل
أشفقت علي وشدتني من رأسي، الدمع يتلألأ من عينيها، جاءني صوتها:
– كيف ستعيش بلاضرع أمك.. ياولدي؟
أجبت أجابة الولد العاق:
– سأرحل الى مفازات المنافي
لهجتها تغيرت، أستحالت عيناها جمرتان متقدتان، ظلت مسحة الحزن والغضب تطفو على صوتها، وصرخت بصوت هز كياني:
– من سيعتني بأختك وأخيك، من يوقف عهر أبيك، مازال والدك مراهقا مذ عرفته.. يعيش دوامة العشق والخبل.
بيننا لم تنفع الايماءات، فقد تسرب من الحائط همس السكون، أغلق لغة الحوار اللوحة تسكن أمامي، تجاورني أنها رفيقة ساعاتي المضنية، تحركت الاغصان في الصورة، هبت نسمة من الشباك القابع خلفي، من عهد (العباسيين ) لايتململ من رسوخه أبدا، لم تغلق مزاليجه.
ظل قرونا طويلة معبرا لضوء الشمس، وللنسمات الهادئة في مجرى الريح، كانت لطخات الالوان تتأرجح في ضوء عيوني أرادت أن تستعير بهجة الاشراق، لكنها بقيت خابية، رغم طيف الشمس المتحرك في الحزم المضيئة وسط كوة الغرفة المسجاة فوق أطار اللوحة.
ما يزال الحصان يعدو، بلا صهيل ولهاث أحلامي المنتشاة، من فرط أصباغ ينابيع الاستلهام، تترك ندوبا، مثل الاصابع على مد البصر.
زحفت فوق سمرة جسدي، صارت وشما يغطيني، حاولت مرارا أن أختبىء، من هيجان اللوحة، لكنها أنتزعت بشرتي وسمرتني بمسمار على الحائط، نزلت اللوحة من الجدار على أرض الحجرة، أفترشت خطوط الوانها،بقيت أحدق بها، علها ترحمني وتشدني نحوها.
نضطجع على السرير، الارض المخضرة تمتد الى الافق، فيما الخيل ترمح.. بلاأنقطاع وكأن المسافات غارت
– من يشد من؟
لوحة غناء أم رجل معلق على الجدار؟!
تعلقت بثوبي، جذبتني أليها كدت أسقط، لولم يكن المسمار قد تشبث برقبتي، لهويت قرب النافذة العتيدة، وعبر على جسدي جيش التتار بلا رحمة، كانوا يزحفون بأحذيتهم الثقيلة نحو (بغداد)
يجوسون خلال الدروب لايفهمون أيماءاتي أحست الصورة بحرجي، دمعت عيناها، سال دمعها بلل السرير، أختلط مع الالوان البراقة فاستحال الىرماد.
اخذت قبضة منه، وضعتها على جرح رقبتي المخدشة من المسمار. نطق الجرح متأوها من الالم، تذكرت أمي التي رحلت في العام الفائت، تركتني وحيدا، أكابد لاأجد صدرا أهفو أليه.. أشكوه آلآمي.
مرضت قبل رحيلها، جف ضرعها، هتفت داخلي متعجبا (أو يجف ضرع الام !! ) بعدها أنتشر لون الرماد على السرير والحيطان المبللة بالذكريات.
سقف المطبخ ينز جوعا، في الصالة عشعش الحزن السرمدي،أنتبهت مازالت اللوحة تحدق في عيوني… تقدمت بأتجاهي فتحت أزرار قميصي، نشرت أضلاعي على الجدران، سحبت أصابعي، كورتها مثل ريشة، راحت ترسمني من جديد.
خجلت من التعري تحت وطأة ألم المسمار المتشبث بفقرات عنقي وتساءلت: (مافائدة الرسم وأنا المصلوب على لوحة الجدار )
الشباك الموارب تزدحم فيه قوافل الهاربين الى فردوس الغربة. من يستطيع غلق مزالجه؟ ! من يوقف شراسة الاستباحة؟! حين تصير اللوحة رساما والرسام لوحة.
من يعيرني عقله..؟!
لابحث عن حل يرشدني، وأغلق أزرار قميصي، أرجع اللوحة الىجدارها،أسحب المسمار من عنقي. بكت أمي طويلا لما جف حليب صدرها، قالت:
– لم أعد نافعة لأي عمل
أشفقت علي وشدتني من رأسي، الدمع يتلألأ من عينيها، جاءني صوتها:
– كيف ستعيش بلاضرع أمك.. ياولدي؟
أجبت أجابة الولد العاق:
– سأرحل الى مفازات المنافي
لهجتها تغيرت، أستحالت عيناها جمرتان متقدتان، ظلت مسحة الحزن والغضب تطفو على صوتها، وصرخت بصوت هز كياني:
– من سيعتني بأختك وأخيك، من يوقف عهر أبيك، مازال والدك مراهقا مذ عرفته.. يعيش دوامة العشق والخبل.