إلى شهداء الفحم الحجري في مدينة جرادة
***
سَغَبٌ وَغَارٌ وَاسْوِدَادٌ طَالَ عُمْرا،
وَاللَّيَالِي أَغْرَقَتْ فِي الْكُحْلِ صَبْرا،
يَا نَحْسَ خَطْوِي،
قَدْ أَعُودُ بِلَا فَنَارٍ فِي طَرِيقِي،
وَالْيَوْمُ أَمْسَى..
كِدْتُ أَنْسَى..
أَنَّنِي أَتْلَفْتُ فِي الْأَغْوَارِ كَأْسا،
وَالشُّقُوقُ احْتَوَتْ أَشْلَاءَ مَوْتِي،
وَالْتَوَتْ أَفْعَى عَلَى جَسَدِي،
فَذَاقَ زُؤَامَهَا ضَيْقًا وَدَعْسا..
وَتَغَطْرَسَتْ في عَرْصَتِي وَزَنَابِقِي،
حَتَّى رَوَتْ بِالسُّمِّ غَرْسا..
وَالنِّسَاءُ الْمُرْهَقَاتُ الْآنَ حَوْلِي،
وَالزَّمَانُ قَدِ اسْتَهَانَ بِجُبَّتِي،
فَكَوَى الْفُؤَادَ بِجَمْرَةٍ ثُمَّ اسْتَبَدَّا..
كِدْتُ أَنْسَى..
أَنَّ جُرْحِي قَدْ طَوَاهُ الْقَهْرُ بُؤْسا..
وَامْتَدَّ فِي عُرْيِي،
وَصَاحَ مُلَوِّحًا:
" يَا أَنْتَ فِي الرَّدَهَاتِ لاَ تَنْهَضْ،
أَقِمْ في الْقَبْوِ مَأْتَمَكَ الْأَخِيرَ،
وَرَتِّبِ الْأَحْلاَمَ خَلْفَكَ،
وَاتَّعِظْ.."
وَإِذَا الصُّخُورُ بِطَعْمِهَا الْقَاسِي،
تُرَاوِدُ صَرْخَتِي،
وَتُذِيقُنِي كَأْسًا فَكَأْسًا..
وَإِذَا الْمَصِيرُ بِلَا قَرَارٍ،
وَالرَّمَادُ عَلَى جَبِينِ الْعُمْرِ أقْسَى
هَذَا أَنَا فِي حَضْرَةِ الدَّيَّانِ مِنْ دُونِ الْعَذَارَى..
وَالْأَيَامَى..
وَالْيَتَامَى..
وَالثَّكَالَى..
مُتْعَبٌ، فِي غَمْرَةِ الْآلاَمِ وَحْدِي،
أَعْبُرُ في صَحَارِي الْمَوْتِ يَأْسا..
وَإِذَا الْسَّوَادُ يَهُدُّنِي،
وَالشَّمْسُ فِي رَأْسِي،
وَعَامٌ يَرْسُمُ الْأحْلَامَ فِي سَكَنٍ،
لِأَطْفَالٍ لَهُمْ حُلُمٌ..
لِآبَاءٍ لَهُمْ وَطَنٌ..
وَلِي مِنْ بَعْدِهِمْ عَتَبَاتُ إِصْرَارِي،
تَخِذْتُ جَحِيمَهَا جُرْحًا وَرَمْسا،
وَصَرِيمُ أَطْفَالِي بِلَا عَامٍ وَلَا فَرَحٍ..
وَلَا خُبْزٍ وَلَا مَرَحٍ..
وَلا عِنْدِي هَدَايَا تَكْشِفُ التَّارِيخَ لِلْآتِينَ دَرْسا
وَالرِّيحُ خَلْفِي تَزْرَعُ الْأَشْوَاكَ فِي ظَهْرِي،
وَتُخْرِسُ غَابَةَ الْأصْوَاتِ رَفْسا،
كِدْتُ أَنْسَى..
كِدْتُ أَنْسَى..
أَنَّنِي عِنْدَ الرَّحِيلِ أَقَمْتُ عُرْسا،
وَانْحَنَتْ كُلُّ النِّسَاءِ مُزَغْرِدَاتٍ،
وَالْملَائِكُ حَوْلَهُنَّ بَشَائِرٌ..
وَأَنَا عَلَى سِرْدَابِ عُمْرِي تَائِهٌ،
أَسْتَرْجِعُ الْأَحْلاَمَ هَمْسا..
مكناس 28/12/2017
* الملحق الثقافي لجريدة بيان اليوم.. الجمعة 16 فبراير 2018.
***
سَغَبٌ وَغَارٌ وَاسْوِدَادٌ طَالَ عُمْرا،
وَاللَّيَالِي أَغْرَقَتْ فِي الْكُحْلِ صَبْرا،
يَا نَحْسَ خَطْوِي،
قَدْ أَعُودُ بِلَا فَنَارٍ فِي طَرِيقِي،
وَالْيَوْمُ أَمْسَى..
كِدْتُ أَنْسَى..
أَنَّنِي أَتْلَفْتُ فِي الْأَغْوَارِ كَأْسا،
وَالشُّقُوقُ احْتَوَتْ أَشْلَاءَ مَوْتِي،
وَالْتَوَتْ أَفْعَى عَلَى جَسَدِي،
فَذَاقَ زُؤَامَهَا ضَيْقًا وَدَعْسا..
وَتَغَطْرَسَتْ في عَرْصَتِي وَزَنَابِقِي،
حَتَّى رَوَتْ بِالسُّمِّ غَرْسا..
وَالنِّسَاءُ الْمُرْهَقَاتُ الْآنَ حَوْلِي،
وَالزَّمَانُ قَدِ اسْتَهَانَ بِجُبَّتِي،
فَكَوَى الْفُؤَادَ بِجَمْرَةٍ ثُمَّ اسْتَبَدَّا..
كِدْتُ أَنْسَى..
أَنَّ جُرْحِي قَدْ طَوَاهُ الْقَهْرُ بُؤْسا..
وَامْتَدَّ فِي عُرْيِي،
وَصَاحَ مُلَوِّحًا:
" يَا أَنْتَ فِي الرَّدَهَاتِ لاَ تَنْهَضْ،
أَقِمْ في الْقَبْوِ مَأْتَمَكَ الْأَخِيرَ،
وَرَتِّبِ الْأَحْلاَمَ خَلْفَكَ،
وَاتَّعِظْ.."
وَإِذَا الصُّخُورُ بِطَعْمِهَا الْقَاسِي،
تُرَاوِدُ صَرْخَتِي،
وَتُذِيقُنِي كَأْسًا فَكَأْسًا..
وَإِذَا الْمَصِيرُ بِلَا قَرَارٍ،
وَالرَّمَادُ عَلَى جَبِينِ الْعُمْرِ أقْسَى
هَذَا أَنَا فِي حَضْرَةِ الدَّيَّانِ مِنْ دُونِ الْعَذَارَى..
وَالْأَيَامَى..
وَالْيَتَامَى..
وَالثَّكَالَى..
مُتْعَبٌ، فِي غَمْرَةِ الْآلاَمِ وَحْدِي،
أَعْبُرُ في صَحَارِي الْمَوْتِ يَأْسا..
وَإِذَا الْسَّوَادُ يَهُدُّنِي،
وَالشَّمْسُ فِي رَأْسِي،
وَعَامٌ يَرْسُمُ الْأحْلَامَ فِي سَكَنٍ،
لِأَطْفَالٍ لَهُمْ حُلُمٌ..
لِآبَاءٍ لَهُمْ وَطَنٌ..
وَلِي مِنْ بَعْدِهِمْ عَتَبَاتُ إِصْرَارِي،
تَخِذْتُ جَحِيمَهَا جُرْحًا وَرَمْسا،
وَصَرِيمُ أَطْفَالِي بِلَا عَامٍ وَلَا فَرَحٍ..
وَلَا خُبْزٍ وَلَا مَرَحٍ..
وَلا عِنْدِي هَدَايَا تَكْشِفُ التَّارِيخَ لِلْآتِينَ دَرْسا
وَالرِّيحُ خَلْفِي تَزْرَعُ الْأَشْوَاكَ فِي ظَهْرِي،
وَتُخْرِسُ غَابَةَ الْأصْوَاتِ رَفْسا،
كِدْتُ أَنْسَى..
كِدْتُ أَنْسَى..
أَنَّنِي عِنْدَ الرَّحِيلِ أَقَمْتُ عُرْسا،
وَانْحَنَتْ كُلُّ النِّسَاءِ مُزَغْرِدَاتٍ،
وَالْملَائِكُ حَوْلَهُنَّ بَشَائِرٌ..
وَأَنَا عَلَى سِرْدَابِ عُمْرِي تَائِهٌ،
أَسْتَرْجِعُ الْأَحْلاَمَ هَمْسا..
مكناس 28/12/2017
* الملحق الثقافي لجريدة بيان اليوم.. الجمعة 16 فبراير 2018.