مصطفى عبد الله عارف - لوليتا.. قصة قصيرة

طرقت بابه في الاربعين، ملتفة برداء منسوج بسبعة عشر ربيعا. كان هذا في غروب يوم من اواخر اذار، حين قطع رنين الجرس متعة الانصات الى سيمفونية السماء التي قد تكون صاخبة او رائقة هادئة. رغم دعة الربيع ووداعته الا انه في بغداد يظل متقلبا ما بين معتدل ومتطرف، قاصفا متزوبعا عنيف المطر، الذي قد يستمر دقائقا او ساعات فيقلع الاشجار ويغرق الشوارع وكانه السيل العرم، او مطرا خفيفا تحمله اجنحة العصافير ندى يقبل شفاه الورد. راى امامه شعرا سرق الليل مبللا يقطر مطرا ووجها طفوليا وابتسامة موناليزا حزينة تخطر على شفتيها. وسط هذا النث العطري اطلت عليه عينان سومريتان سمراوان وكانت الاهداب الطويلة تبعد المطر عن عينيها، كما قال السياب ( شرفتان راح ينأى عنهما المطر ) دوخه المنظر وحبست الدهشة كلماته.

– كان خلفي كلاب تنبح ورعد مخيف والدنيا ظلام ومطر يملاْ الارض وحولا كنت اركض واصرخ ولا يسمعني احد. كانت هناك ابواب كثيرة ولكني لم اطرق الا بابك. فهل نبقى هنا والمطر بلل ارديتي وكل ما بي؟

مد سبابته واكتفى بمسح الندى عن انفها الانيق المرسوم بعناية فائقة. رفعت وجهها اليه فانحنى ليخطف ابتسامة الموناليزا الا ان قطرات طويلة متصلة كانت ترشقه فرفع راسه الى فوق متطلعا بوجه السماء ومعترضا. وضع كفه على كتفها مشيرا الى الطارمة، كان الرعد والريح كفرقة تعزف انشودة المطر احتفالا بدخولها بيته. وكانما باشارة في مايسترو تتوقف الالات ليعلو ويخفت صوت الرعد كضربات على الطبول. ثم تنفرد مزامير الريح بلحن يمزج الفرح بالحزن، وتكون القفلة الموسيقية بتكتكات المطر تقرع زجاج النوافذ كنقر على الدفوف. بقي ماخوذا لا يتكلم وهي تجلس امامه. قرب المدفاة اليها. صفت ساقيها واسندت مرفقيها على الركبتين ومدت كفيها الى لهب كان يؤججه تيار كهربائي تحت كتل من الفحم تبدو متوهجة.سحبت اصابعها وكانها خشيت الجمر المتوقد.

– لا تخافي فهذا ليس جمرا حقيقيا. انه يدفئ ولا يلسع.

ثم بعد نظرات لبست الصمت قال :

– من اين يا زائرتي الجميلة اتيتي؟

– من مكان ليس بالبعيد. صدفة خلقها المطر. نحن نسكن ” المنصور ” ايضا وبيننا شارع واحد. وجدت اسمك محفورا في قطعة صغيرة من جذع شجرة معلقة على الباب.

– وهل كنت تعرفين الاسم؟

– نعم ” زاهر السرحي ” اصطحبني ابي الى معرضك قبل شهر في قاعة مركز الفنون. انا ابنة الدكتور ” حميد القنديل ” طبيب الامراض النفسية.

– انا اريد ان اعرف اسم ابنة الدكتور.

– نوران.

– واضح.

– شكرا.

كان المطر متواصلا وهما وحدهما في الصالة. وفجاة تلون جدار سطح امامهم باشعة الشمس، بينما ما زالت اوراق الاشجار تقطر ماء. هكذا هو ربيعنا. ثم اظلمت وارعدت من جديد. استرعى انتباهه شرودها وكانها بعيدة عن مكانها وزمانها. تنظر اليك وكانها لا ترى شيئا ابدا.في بحر عينيها فتاة عطشى تقاوم امواج الملح. دارت عيناها في المكان

– استاذ !! انت تعيش وحدك !

– لم اتزوج. وعندي خادمة تدير امور البيت.

استاذنته لتخابر اباها وتخبره بمكانها وما حصل. وقبل ان تنهي المكالمة اعطته السماعة.

– اهلا دكتور حميد.. ابنتك في الحفظ والصون. لا تقلق.

اتريد ان اوصلها الان الى داركم؟

– شكرا استاذ زاهر. سآتي انا لكي اتعرف عليك بعد ان تعرفت على شهامتك.

الا تتوقف عجلة الزمن؟ الا تكف الارض عن الدوران؟ اليس ممكنا العودة الى الوراء؟ كم ساعة ساحسب لكي يكون عمري قريبا لعمرها؟ آه.. لو جئتني يا صغيرتي قبل عشرين عاما لا شتعلنا وانطفانا معا. وقد لا ننطفيء ابدا.

تسمرت امام لوحة لفتاة عارية. ادارت راسها نحوه متسائلة

– هل جلست هذه البنت امامك هكذا؟!

– ليس شرطا. فالفنان يستطيع ان يعريك ويكشف دواخلك ويكسوك باحلى الثياب دون ان يمد اصبعا نحوك. الفنان ومايكل انجلو رسم ملحمة التكوين او بداية الخليقة فجعل كل شخوصها من ملائكة وشياطين والهة عراة تماما. فهل جلس هؤلاء عراة امامه؟ كان يريد ان يقول ان الطبيعة هكذا.. عذراء متجردة قبل ان تتلوث باسمال الحضارة.

عندما لفها الظلام وحيدة في غرفتها، كانت ما زالت تفكر به. فتفكيرها لم ينقطع مذ غادرت مع ابيها بيته. كاني شاهدت فلما عن ساحر وسحر. تمنيت ان لا ارى كلمة ” النهاية ” في اخره. المطر والاشجار واللوحات وكلامه. احب ان استرجع حديثه لكي لا انسى واحدة من كلماته. اكان حلما ان ادخل بيته بعد ان رايته اول مرة في معرضه يدور بين زواره؟ لو اني لامست اسلاك الفضة في شعره لتحولت اصابعي رمادا حارا لا ينطفيء الا بشفتيه.عندما سالته عن الحمرة في عينيه واني تصورت انه كان يشرب اجابني : انهما مشربتان بحمرة طبيعية وطلب مني ان اتامل فيهما فاجبته : انا لا استطيع ان اطيل النظر في عينيك.اشعر انهما تخترقاني. كان يسلط علي عينيه دون ان يتكلم. كنت اخاف ان اصاب بالدوار فتشاغلت بالنظر الى خزانة زجاجية تحتل جزءا من الجدار المواجه للداخل فيها مجموعة من التحف والتماثيل الصغيرة وشمعدانات. وفي زاوية من الصالة مسند اللوحات وطاولة عليها مجموعة من الفرش وانبوبات معاجين الالوان.

وتمر ايام شعر كلاهما انها موحشة طويلة. وعلى حين غفلة او غرة جاءته ضحى. وسط استغرابه الذي اسقط كل كلماته فكانت تساؤلاته كلمة واحدة

– والمدرسة؟

– كان عندنا احتفال طلابي. وبعد ان انتهى الحفل ارسلونا الى البيوت فاخترت بيتك.

– وابوك؟

– يسمح لي بزيارة صديقاتي والذهاب وحيدة الى النادي. يثق بي ولا يشك ابدا. لا تقلق ساخبره اني زرت الفنان السرحي.

سالها ان كانت قد زارت معرضه الاخير فماذا كتبت في دفتر الزيارات؟

قالت : كتبت في الدفتر : اتمنى ان اجلس امامك حتى ترسمني.. فقاطعها وهو يستذكر ماقرأ في الدفتر…

– بدون اسم او توقيع. اليس كذلك؟ لقد مرت علي هذه العبارة فاثارت تساؤلاتي.

يعجبني اني اثرتك.

قال ضاحكا : اثرت تساؤلاتي والوقت طويل لكي تثيريني. هذه الصغيرة.. أتريد ان تعبث بي؟ وقعت علي مثل حبة برد اسقطها المطر لو لمستها لذابت بين اصابعي. كيف اتعامل معها؟ يقولون ان المراة كالجمرة حاذر ان تلمسها.

فكرت وهي تنظر اليه باخر ما قال : هو يعتقد ان الوقت طويل لكي اثيره ولكني استطيع ان اختصر الزمن الان.

كانا يقفان امام لوحة لوردة وحيدة مرمية على شاطيء رملي والموج يقترب منها. رفعت راسها نحوه في دعوة واضحة. التقم شفتها السفلى بين شفتيه. تهاوت مستندة على الاريكة مغمضة العينين وبصوت اصابه الخدر قالت :

– دعني احلم… لا توقظني.

ولما فتحت عينيها وجدته جالسا امام مسند اللوحات يخطط وجهها بالقلم الرصاص. اقتربت منه. وضعت كفها على كتفه :

– هذا وجهي؟

ساقيم معرضا لوجهك في لقطات متعددة ما بين الحزن والسرور والتامل والخوف والتحدي. انت ساهمة دوما في عينيك حزن عميق وتساؤل اعمق. انا لم ارك تضحكين. فضحكتك ابتسامة حزينة. اريد ان التقطها لاضعها، على كل اللوحات. اتدرين ام من الصعب جدا تكوين ابتسامة حزينة او رسمها؟ لذلك تخلد ” دافنشي “عندما وضع الابتسامة الحزينة على وجه الموناليزا. ساسمي هذا المعرض وجه ” لوليتا “.

– ومن هي لوليتا؟

– قصة اغريقية عن فتاة اسمها لوليتا احبت من هو اكبر منها باعوام واعوام وهي تخاف ان تحترق معه بسبب هذا الحب. قررا ان يختبئا بحبهما بين النجوم فاختفيا ولم يرهما احد.

بقيت اتامله وهو يرسم. كان مستغرقا تماما في عمله حتى انه لم يرد علي وانا اودعه خارجة من بيته. قرات ان الفنان لا يحب احدا لانه يحب فنه فقط.هل كنت احلم وهو يقضم شفتي؟ لماذا لم يستمر معي في الحلم؟ ام كان ما رايت واقعا؟ لقد اضاع علي الاثنين. هل يضيف الى وحدتي قسوة انشغاله عني بفنه؟ يقول انه لم يرني فرحة ابدا. لبست الحزن وانا في الثانية عندما رحلت امي. لا يستطيع الطفل ان يعبر بالكلمات عن حزنه لكنه يظل يبحث بعينيه هنا وهناك عمن فقده فيتصاعد الياس بالشعور حزنا وخواء يتعمقان في عينيه حتى وهو يكبر.

في امسية في مرسمه سالني كيف عاشت الصغيرة بعد امها؟

– ابي يحبني ويعاملني برقة متناهية الا انه مشغول تماما ما بين المستشفى والعيادة. وغالبا ما يعود وانا نائمة. احس به يقبلني ويغطيني. لم يكن معي في البيت سوى مربية عجوز. ثم تزوج وانا في الرابعة عشرة. كانت زوجته وهي طبيبة ايضا، انسانة هادئة ومشغولة في عملها حتى اني كنت اقول ان ليس عندها وقت لتشاكسني او تكايدني كما تفعل نساء الاب.لكنها اخذت مني ابي. اخذت الاطمئنان والدفء والحنان والاذن التي تصغي. فلم يعد ياتي ليقبلني وانا نائمة.

استمرت مطأطئة راسها كانت تود لو تبكي امامه فيكفكف دموعها بيده وليس بمنديل ولكن دمعها كان عصيا كاغلب امنياتها.

– ابقى انا والليل الطويل وغرفتي الموحشة رغم الستائر الملونة بلونين احبهما، القهوائي الغامق والبيج الفاتح والاثاث الانيق والفراش الوثير. كنت اسمع من غرفة ابي وزوجته ضحكات تهمس كانها صادرة عن دغدغة او تحسس اصابع تمر على مناطق ناعمة. اسمع من الطالبات حكاياتهن مع الشباب وكلها تدور في محور الجسد فيزداد خوفي. انا في داخلي خوف من الشباب. فواحدهم هدفه التسلية مع من يصادقها.

قطع حديثه وكانه يدافع

– ليس كل الشباب هكذا.

– انا بحاجة الى من اشعر انه يحميني. يطوقني بذراعيه لانه يخاف علي ولا يفكر بما يمكنه ان ياخذ مني. انا لا اريد من يتابعني ويركض خلفي. اريد رجلا انا الاحقه ولا اخاف منه على جسدي فذلك هو من احبه.كانت تختلس النظر اليه اثناء حديثها فتجده مصغيا كتلميذ صغير يحب معلمته ولا يريد ان تفوته كلمة او حرف مما يسمع. واستمرت تطرح ذكرياتها : كنت في الثانية عشرة سابقة مرحلة النضج والتفتح. حين فاجئني في ليلة صيف في الحديقة سائق سيارتنا وهو يطوقني بذراعيه من الخلف. هرولت نحو مبنى الدار وانا ارتجف حتى بللت ثيابي.مرة في النادي. صفق لي الحاضرون عندما القيت بنفسي من اعلى القفاز الى حوض السباحة. لاحظت، وانا امسح الماء عن وجهي وكتفي، شابا يسبح امتارا ثم يقف ويصفق ثم يسبح ويقف ويصفق بشكل لفت الانظار اليه.حين اقترب مني مد يده مصافحا وهو يقول : لا توجد بين البنات من تجرؤ على تادية هذه القفزة. طلب رقم هاتفي فاعطيته. وعندما اتصل بي اقفلت السماعة. لا ادري هل ان ما يحصل لي طبيعي ام لا؟ اشعر ان أي شاب يريد ان يفترسني. بالمناسبة انا كثيرة القراءة. شاطرة بالمدرسة واعفاء ولكني فاشلة في الحب. قد يكون السبب هو الخوف.سكتت وكانها تبحث عن جواب في عينيه. وكان الجواب في خاطره. هي تبحث عن حب افتقدته من ابيها ورعاية غابت عنها وحنان تحس انها بحاجة اليه وتتوقع ان تجده عند من يقارب اباها في العمر. ان من الامور الصعبة ان تفتقد من هو موجود معك وتراه امامك لانك لم تعد تجد فيه ما تتمناه. لذلك فان فقدان حنان الاب كان اشد عليها من فقد امها التي رحلت ولم تعد تراها. ربما شاهدت فعلا جنسيا، وهي صغيرة، بين انسان واخر او حتى عند حيوان فاثار رعبها فرسخ الخوف متخفيا في وعيها الباطن.

ظلت ساهمة تنظر اليه. تتكلم دون ان تنطق حرفا. انا احب الرسام زاهر لاني اشعر انه يحميني ويخاف علي. لا اشعر باي خوف ابدا رغم وجودي وحيدة معه في بيته. اجد راحة وانا ارى نفسي صغيرة امامه يستمع لشكواي. سالته مرة لماذا يهرب مني؟ هبني ابنة او طفلة صغيرة الا تدللها؟ الا تمسك يدها لتعبرها؟ الا تشتري حلوى لها؟ فاجاب : كلامك يشبه الشعر وهو اخطر ما في الحب عندما يقوله واحد من الاثنين. لو كنت ابنتي واقعا فطبيعي ان يحب اب ابنته فليس ذلك بالصعب او الغريب. ولكن الصعب ان يحب رجل كبير من ليست ابنته وعليه ان يعتبرها كابنته الحقيقية. الطرف الثاني من المعادلة يقول بينكما صحراء شاسعة من العمر ستلاحقك شمسها عموديا تحرق راسك وجمر رمالها سعير تحت قدميك.

كانت الارض تنزف دما في الحرب بين العراق وايران وحلباتها تتسع والاجساد تتساقط في رقصة الموت الاخيرة. هل تعرف الارض هوية هؤلاء المتقاتلين عليها واختلاف السنتهم وما يعتقدون؟ ام ان هويتها التراب وكلكم لادم وادم من تراب.

فتحت لها خادمته الباب.- الاستاذ اخذوه جيش شعبي وسفروه للجبهة.

– لم تدر كيف عادت الى البيت راكضة وهي تهذي : سيقتلونه.سيموت في الجبهة. وعاد الاب اثر مخابرة من المربية فوجدها تكرر نفس الكلمات. فهدأها باقراص حتى نامت.

كنت ومن معي نسمع المدفعية كهزيم الرعد والمطر منحبس. كان اللوري يصعد بنا ويهبط وفق التضاريس ويبتعد احيانا عن التبليط ليسلك دروبا طينية موحلة وعرة تجنبا للقصف.ترى هل اعود الى ” المنصور ” من هذا المكان المزروع بالموت؟ كم اود ان انجز معرض وجه ” لوليتا “.. اذا تاسرت.. ااستطيع ان اكمل لوحاتي العزيزات؟ وكيف ستتحمل اعصاب نوران مقتل من تحب؟ الايجابي في الحرب انها ارغمتني على الابتعاد عن نوران فلعلها تنساني. بعد اسابيع من وصولنا الميدان المقرر لنا، قتل احدنا عندما تخندقنا وكان من المستحيل اخلاؤه لدفنه تحت زخات القنابل. بقيت جثة القتيل تواجهنا ونحن نحاول النوم او الاكل او الشرب. يا للحرب من بانوراما فضيعة !!

سقطت سماعة التلفون من يدها وصوت الخادمة على الطرف الاخر.

– سمعت ان شضية اصابت كفه الايمن وهو في المستشفى في الجبهة.

اخذت نوران تُعول : كيف سيرسم؟ كيف سينحت؟ هل ستموت لوحاته وينمحي وجهي؟ ولماذا كفه الايمن؟ هل كانوا يتقصدونه ويعرفون اهمية هذه الكف الخلاقة؟ هذه الكف التي طالما ربتت على راسي مهدئة تزرع الاطمئنان. كنت عندما اقف امامه وارفع راسي اليه اتامل خطوط العمر على جبينه واسرح في شعره المسترسل على اذنيه واتامل طوله الفارع ونحافته، اشعر كاني اتعبد امام تمثال اله جميل واني صغيره جدا ابتهل اليه ليحميني ويحيطني بعطفه وحبه. كنت اغرق في بحر عينيه الزرقاوين، يجذبني موجهما الى الاعماق.

– ها.. استاذ زاهر ! ارى كفك الايمن مازال ملفوفا.

قال الدكتور حميد ذلك وهو يعود الفنان زاهر بعد ان علم بعودته من الجبهة.

– هذا اقل ما تاخذه الحروب.. ساتعلم الرسم بيدي اليسرى.

– جئتك يا استاذ لاخبرك بما حصل لنوران ساعة علمت باصابتك. اتصلت بي المربية في العيادة قائلة ان نوران تصرخ بشكل مستمر مرددة : ” اصابوه n كيف سيرسم؟ اين وجهي؟ تهدم المعرض ” عدت مسرعا الى البيت. حدثتها بهدوء مطمئنا فارتاحت لكلامي ونامت. وبعد منتصف الليل سمعتها تصرخ اسرعت الى غرفتها رايتها واقفة عند النافذة موجهة ذراعها اليسرى الى الخلف كانها تدفع او تبعد احدا. وذراعها اليمنى ممدودة الى الامام كانها تدعو شخصا لياتي اليها صارخة من هذا الذي يلاحقني؟ لا اريده. ابعدوه عني. اريد زاهر. اريده ان ياتي من سيرسم وجهي؟ ” اعطيتها حقنة مهدئة وعند الصباح بدى لي انها لم تنم ابدا وكانت محمرة العينين ساهمة شاردة. وجدت ان من المستحيل ذهابها الى المدرسة فنقلتها الى ” مصحة ابن رشد ” لتكون تحت عنايتي المباشرة. وكانت تردد اسمك بين فترة واخرى متسائلة ” متى سياتي ” انا طبيب كما تعلم يا استاذ ولكنك الان انت الطبيب والمعالج والعلاج لابنتي فهل ستاتي معي الى المصحة لتراك فتتحسن؟ وانا متاكد.

– طبعا دكتور… ولمن سأمد يدي ان لم تكن لنوران؟


* عن الزمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...