(1)
تركتها هناك . كنت أصر على بقائها حيث استشهدت.. فليس هناك مكان أفضل من المكان الذي سقطت فيه .
تركتها هناك، كما لو أنها كانت بذوراً تدفن في قلب الأرض.. فتنبت خضرة بعد زمن..
تركتها هناك.. وفي ظني جعلها تتجذر في المكان، لتصبح إرثاً وذاكرة اباهي بها نفسي بعد سنوات ..
تركتها.. وفي بالي أنني احفظها وأكتب لها الخلود.. لتكون أثراً وبصمة لرجل أصر على أن تكون في ذات المكان .
تركت أصابعي الثلاثة – الابهام والسبابة والوسطى – حيث قطعت بعد سقوط صخرة عليها.. وأنا احفر بحثاً عن آثار يعتقد أنها موجودة في سور نينوى .
كانت مدماة، ويدي تنزف ونبض قلبي يخفق بسرعة.. فيما الألم يشل حركتي.. بالكاد اوصيت العمال الذين أحاطوني :
- أوصيكم خيراً بأصابعي.. أرجوكم ادفنوها حيث قطعت ..
حدقوا في وجهي.. كانوا منشغلين بمعالجتي ونقلي الى أقرب مستشفى، فيما كنت أوصيهم بأصابع لم تعد لي صلة بها إلا صلة الرحم !
قال المهندس الآثاري القريب مني :
- إدفنوها عميقاً في قلب السور الذي نقوم بترميمه ..
وتوجه نحوي قائلاً :
- إطمئن.. اخترنا لأصابعك المكان الأثير الذي يليق بها.. اختر سلامتك وعالج جراحك .........
حين خرجت من المستشفى معافى؛ كان أول مكان أزوره، قبر أصابعي .
تأملت المكان، ضربت له النياشين، وآثرت أن أحمل له الأزهار إكراماً .
كنت الكائن الوحيد الذي يزور قبره.. قبر أصابعي، أصابعي التي ترقد بسلام، غير معنية بما تبقى من أصابع في يدي.. لاعليها، لن أتوسلها العودة الى يدي ولا دفء قلبي ولا شعورها بحركات يدي التي كانت تنتفض في مواعيد غير معلومة .
سألت طبيباً عن الحال والأحوال فاجأني بقوله:
- نعم.. كل الأعضاء المقطوعة، تحس بالفقدان، ونبضها يأتي بين فترة وأخرى .
قلت.. ودفنت قولي في عمق الصمت.. ربما كانت أصابعي تتحرك وهي في قلب التراب .
أحسست بالطمأنينة، وأدركت أن المكان الذي اخترته لأصابعي.. كان يليق بها، فهي أصابعي.. تعرّقت واخشوشنت وحرصت على أن تفتش في سور نينوى بحثاً عن آثار تعود الى زمن غابر، او تعمل على ترميم ما حذفته عوامل الطبيعة وما نخره الزمن.
كانت أصابعي جديرة بالاحترام.. تاريخها يشير الى أنها لم تلمس حراماً ولم تحتضن فساداً ولم تؤذ مخلوقاً ولم تتوسل أحداً ولم تتعامل بكبرياء مع أحد..
لكن من نكد الدنيا أن تلقى حدّفها وهي منصرفة بجد الى عملها في التنقيب، فرصدتها صخرة ضالة وقطعتها .
كانت شهيدة بحق، وإن كانت تمسك فأساً صغيرة للتنقيب.. لا أرادة تغتصب من الآخرين حياتهم بالقوة والاكراه والاغتصاب .
قدمت رثائي لأصابعي.. نثرت ماء كنت قد حملته في قنينة، فكرت بزراعة شجرة زيتون، أو شتلة نرجس، او تبخير المكان.. لكنني آثرت أن اترك أصابعي للشمس والرياح والمطر ..
المطر سيغسلها من التلوث، والريح تجعلها تتنفس الحياة، والشمس تأخذ بها الى الحرية والبهاء والنور ..
آه لو كانت أصابعي.. قلت بلهفة، آه لو كانت أصابعي معي ..
وما بين أن نجتمع أنا واصابعي، أو نفترق عن بعضنا؛ كنت أحس بأنني وأصابعي لا نتجزأ.. ومن هنا لايتجزأ السور عن ألق الحاضر والمستقبل ..
(2)
في الصباح والشمس تتنفس.. وثمة نسائم تحرك أغصان الأشجار؛ فوجئت بمنظر لم آلفه من قبل ..
كانت سماء الموصل مملوءة بكل أنواع الطيور والعصافير..
منظر غريب، ترى هل أفلتت كل هذه المخلوقات الجميلة من قضبان آسريها.. هل تكسرت كل الأقفاص دفعة واحدة، وهل أدرك سكان المدينة أن هذه الكائنات لا تستحق الأسر ولا عذاب السجون ؟
كانت طيور الحب الملونة لاتقوى على الطيران.. ربما لأن الأقفاص قد جعلتها تروض نفسها على حركات محدودة داخل الأقفاص.. كانت تسقط.. من دون أن يتحرك أحد للأمساك بها.. كما هو مألوف.
خرجت الى الشارع.. وجدت حشوداً من الناس، تحمل أحمالاً شتى، تسرع كما لو أن أحدا يلاحقها ..
لم أجد أحداً يأبه للطيور التي ملأت الفضاء كله.. كان الجميع على عجل من أمرهم.. ترى ماهو أمري ؟
سألت جاري.. لم يجب.. سألت آخر.. قال كلمة واحدة: (عجل) وأكملت (بالرحيل) إنتابني شعور بالخوف والرهبة.. ادركت أن هناك كارثة حلت بالمدينة،
وأن عليّ الخيار بين البقاء مهدداً بالموت، او المغادرة مهدداً بالتيه !
كان عدد من الوجوه الغريبة، قد تقاطر على الحي، كانوا يباهون أنفسهم بالاسلحة، ويحملون رايات سوداء..
ويتحدثون بلغات مختلفة.. يطردون الناس ويشتمونهم ويهددونهم بالموت والثبور والانتقام والذبح والحرق .
ما كان يليق بي البقاء متفرجاً، ولم يكن بمقدوري الموت بسيوفهم، ولا الانتحار بسكين المطبخ.. ذلك السلاح الوحيد الذي يمكن استخدامه لمواجهة كل معتدٍ .
سخرت من نفسي، عجلت كما سواي بالرحيل.. جمعت أنفاس أهلي وحملت ما تبقى مني بأتجاه المجهول .
كانت صرخات الأطفال تملأ المكان.. فيما يجر العجز عجزهم.. والنسوة يبحثن عن ظلام يغطي وجوههن..
لئلا يراها ذوو السحنات الصدئة فيأخذونه شر مأخذ.. سار الكل على غير استقامة ولا هدف.. افراداً وجماعات ..
كانت الفوضى تملأ المكان.. فيما المكان يضيق بالناس ويضيّق عليهم ويجعلهم في أحوال لا حول فيهم على اتخاذ قرار أو التوجه الى سبيل..
كنت أحمل طفلاً وخبزاً وقنينة ماء وأمسك بأم عجوز وزوجة شاخت فجأة فلم يعد لبصيرتها بصر.. كانت في حال ذهول، فيما أم تئن وتثرثر وتدعو ..
ما كنت أملك القدرة على التفكير، ولا القدرة على التحكم لقدمي ولا تحريك ماتبقى من اصابعي.. شاغلي هو المجهول، وحذري لم تعد له سلطة أن يحذر وينبه ويوجه.
كلّت قدماي.. وكنت وسواي قد وصلنا سور نينوى..
سألت عن السور، قلت: سور نينوى هنا، هل صار له جناحان وانطلق محلقاً في السماء.. كما الطيور الشاردة والتائهة ..؟
- فجروه.. فجروه.. المدينة مستباحة، لم يعد لها سور .
تلفت بحثاً عن المتحدث.. أضاف :
- لم تعد هناك نينوى.. ولم يعد هناك سور .
وانصرفت كل خلايا جسدي تسألني :
- ماذا حل بأصابعك بعد تفجير السور ؟
تنبهت الى أن الاصابع التي أحملها أخذت تنبض وتتحرك، وأن جسدي بكامله يرتعش ..
آلمني أن أترك اصابعي الثلاثة تتفجر وحيدة عند أسوار نينوى، وانه لا قدرة لي على تقديم العون لها، والبحث عن وجودها، واعادة دفنها.. إنتابني احساس عميق بأنني أتلاشى شيئاً فشيئاً.. وأنه ما كان من أمر أصابعي هناك قد أصبح مجهولاً.. صرت كلي مجهولاً، مثل شجرة اقتلعت من جذورها والقيت على قارعة الطريق ..
ما كان بمقدوري ان أتحرك واغادر المكان، وما كان بوسعي أن اودع أصابعي وأتركها للمجهول عند سور نينوى وأرحل..
كان قلب طفلي على كتفي ينبض ببطء، فيما خبزي يجف ومائي يظمأ.. بينما كانت أمي تكتفي بالدعاء وطلب الرحمة.. وزوجتي مازالت في حالة ذهول لغته الصمت .
لم تفلح قدماي على حملي، احسست بعجزي، وأنني مستقر هنا، مزروع هنا وليس بوسعي مغادرة المكان.. فيما المكان تراب وحجارة، وبعض مني مشتول هنا..
الابهام والشاهد والوسطى.. أصابعي التي تبصم وتشهد وتتوسطني لأبقى.. أبقى هذا هو قراري وامتحاني ومحنتي.. واصراري على البقاء كذلك .
* عن الزمان
تركتها هناك . كنت أصر على بقائها حيث استشهدت.. فليس هناك مكان أفضل من المكان الذي سقطت فيه .
تركتها هناك، كما لو أنها كانت بذوراً تدفن في قلب الأرض.. فتنبت خضرة بعد زمن..
تركتها هناك.. وفي ظني جعلها تتجذر في المكان، لتصبح إرثاً وذاكرة اباهي بها نفسي بعد سنوات ..
تركتها.. وفي بالي أنني احفظها وأكتب لها الخلود.. لتكون أثراً وبصمة لرجل أصر على أن تكون في ذات المكان .
تركت أصابعي الثلاثة – الابهام والسبابة والوسطى – حيث قطعت بعد سقوط صخرة عليها.. وأنا احفر بحثاً عن آثار يعتقد أنها موجودة في سور نينوى .
كانت مدماة، ويدي تنزف ونبض قلبي يخفق بسرعة.. فيما الألم يشل حركتي.. بالكاد اوصيت العمال الذين أحاطوني :
- أوصيكم خيراً بأصابعي.. أرجوكم ادفنوها حيث قطعت ..
حدقوا في وجهي.. كانوا منشغلين بمعالجتي ونقلي الى أقرب مستشفى، فيما كنت أوصيهم بأصابع لم تعد لي صلة بها إلا صلة الرحم !
قال المهندس الآثاري القريب مني :
- إدفنوها عميقاً في قلب السور الذي نقوم بترميمه ..
وتوجه نحوي قائلاً :
- إطمئن.. اخترنا لأصابعك المكان الأثير الذي يليق بها.. اختر سلامتك وعالج جراحك .........
حين خرجت من المستشفى معافى؛ كان أول مكان أزوره، قبر أصابعي .
تأملت المكان، ضربت له النياشين، وآثرت أن أحمل له الأزهار إكراماً .
كنت الكائن الوحيد الذي يزور قبره.. قبر أصابعي، أصابعي التي ترقد بسلام، غير معنية بما تبقى من أصابع في يدي.. لاعليها، لن أتوسلها العودة الى يدي ولا دفء قلبي ولا شعورها بحركات يدي التي كانت تنتفض في مواعيد غير معلومة .
سألت طبيباً عن الحال والأحوال فاجأني بقوله:
- نعم.. كل الأعضاء المقطوعة، تحس بالفقدان، ونبضها يأتي بين فترة وأخرى .
قلت.. ودفنت قولي في عمق الصمت.. ربما كانت أصابعي تتحرك وهي في قلب التراب .
أحسست بالطمأنينة، وأدركت أن المكان الذي اخترته لأصابعي.. كان يليق بها، فهي أصابعي.. تعرّقت واخشوشنت وحرصت على أن تفتش في سور نينوى بحثاً عن آثار تعود الى زمن غابر، او تعمل على ترميم ما حذفته عوامل الطبيعة وما نخره الزمن.
كانت أصابعي جديرة بالاحترام.. تاريخها يشير الى أنها لم تلمس حراماً ولم تحتضن فساداً ولم تؤذ مخلوقاً ولم تتوسل أحداً ولم تتعامل بكبرياء مع أحد..
لكن من نكد الدنيا أن تلقى حدّفها وهي منصرفة بجد الى عملها في التنقيب، فرصدتها صخرة ضالة وقطعتها .
كانت شهيدة بحق، وإن كانت تمسك فأساً صغيرة للتنقيب.. لا أرادة تغتصب من الآخرين حياتهم بالقوة والاكراه والاغتصاب .
قدمت رثائي لأصابعي.. نثرت ماء كنت قد حملته في قنينة، فكرت بزراعة شجرة زيتون، أو شتلة نرجس، او تبخير المكان.. لكنني آثرت أن اترك أصابعي للشمس والرياح والمطر ..
المطر سيغسلها من التلوث، والريح تجعلها تتنفس الحياة، والشمس تأخذ بها الى الحرية والبهاء والنور ..
آه لو كانت أصابعي.. قلت بلهفة، آه لو كانت أصابعي معي ..
وما بين أن نجتمع أنا واصابعي، أو نفترق عن بعضنا؛ كنت أحس بأنني وأصابعي لا نتجزأ.. ومن هنا لايتجزأ السور عن ألق الحاضر والمستقبل ..
(2)
في الصباح والشمس تتنفس.. وثمة نسائم تحرك أغصان الأشجار؛ فوجئت بمنظر لم آلفه من قبل ..
كانت سماء الموصل مملوءة بكل أنواع الطيور والعصافير..
منظر غريب، ترى هل أفلتت كل هذه المخلوقات الجميلة من قضبان آسريها.. هل تكسرت كل الأقفاص دفعة واحدة، وهل أدرك سكان المدينة أن هذه الكائنات لا تستحق الأسر ولا عذاب السجون ؟
كانت طيور الحب الملونة لاتقوى على الطيران.. ربما لأن الأقفاص قد جعلتها تروض نفسها على حركات محدودة داخل الأقفاص.. كانت تسقط.. من دون أن يتحرك أحد للأمساك بها.. كما هو مألوف.
خرجت الى الشارع.. وجدت حشوداً من الناس، تحمل أحمالاً شتى، تسرع كما لو أن أحدا يلاحقها ..
لم أجد أحداً يأبه للطيور التي ملأت الفضاء كله.. كان الجميع على عجل من أمرهم.. ترى ماهو أمري ؟
سألت جاري.. لم يجب.. سألت آخر.. قال كلمة واحدة: (عجل) وأكملت (بالرحيل) إنتابني شعور بالخوف والرهبة.. ادركت أن هناك كارثة حلت بالمدينة،
وأن عليّ الخيار بين البقاء مهدداً بالموت، او المغادرة مهدداً بالتيه !
كان عدد من الوجوه الغريبة، قد تقاطر على الحي، كانوا يباهون أنفسهم بالاسلحة، ويحملون رايات سوداء..
ويتحدثون بلغات مختلفة.. يطردون الناس ويشتمونهم ويهددونهم بالموت والثبور والانتقام والذبح والحرق .
ما كان يليق بي البقاء متفرجاً، ولم يكن بمقدوري الموت بسيوفهم، ولا الانتحار بسكين المطبخ.. ذلك السلاح الوحيد الذي يمكن استخدامه لمواجهة كل معتدٍ .
سخرت من نفسي، عجلت كما سواي بالرحيل.. جمعت أنفاس أهلي وحملت ما تبقى مني بأتجاه المجهول .
كانت صرخات الأطفال تملأ المكان.. فيما يجر العجز عجزهم.. والنسوة يبحثن عن ظلام يغطي وجوههن..
لئلا يراها ذوو السحنات الصدئة فيأخذونه شر مأخذ.. سار الكل على غير استقامة ولا هدف.. افراداً وجماعات ..
كانت الفوضى تملأ المكان.. فيما المكان يضيق بالناس ويضيّق عليهم ويجعلهم في أحوال لا حول فيهم على اتخاذ قرار أو التوجه الى سبيل..
كنت أحمل طفلاً وخبزاً وقنينة ماء وأمسك بأم عجوز وزوجة شاخت فجأة فلم يعد لبصيرتها بصر.. كانت في حال ذهول، فيما أم تئن وتثرثر وتدعو ..
ما كنت أملك القدرة على التفكير، ولا القدرة على التحكم لقدمي ولا تحريك ماتبقى من اصابعي.. شاغلي هو المجهول، وحذري لم تعد له سلطة أن يحذر وينبه ويوجه.
كلّت قدماي.. وكنت وسواي قد وصلنا سور نينوى..
سألت عن السور، قلت: سور نينوى هنا، هل صار له جناحان وانطلق محلقاً في السماء.. كما الطيور الشاردة والتائهة ..؟
- فجروه.. فجروه.. المدينة مستباحة، لم يعد لها سور .
تلفت بحثاً عن المتحدث.. أضاف :
- لم تعد هناك نينوى.. ولم يعد هناك سور .
وانصرفت كل خلايا جسدي تسألني :
- ماذا حل بأصابعك بعد تفجير السور ؟
تنبهت الى أن الاصابع التي أحملها أخذت تنبض وتتحرك، وأن جسدي بكامله يرتعش ..
آلمني أن أترك اصابعي الثلاثة تتفجر وحيدة عند أسوار نينوى، وانه لا قدرة لي على تقديم العون لها، والبحث عن وجودها، واعادة دفنها.. إنتابني احساس عميق بأنني أتلاشى شيئاً فشيئاً.. وأنه ما كان من أمر أصابعي هناك قد أصبح مجهولاً.. صرت كلي مجهولاً، مثل شجرة اقتلعت من جذورها والقيت على قارعة الطريق ..
ما كان بمقدوري ان أتحرك واغادر المكان، وما كان بوسعي أن اودع أصابعي وأتركها للمجهول عند سور نينوى وأرحل..
كان قلب طفلي على كتفي ينبض ببطء، فيما خبزي يجف ومائي يظمأ.. بينما كانت أمي تكتفي بالدعاء وطلب الرحمة.. وزوجتي مازالت في حالة ذهول لغته الصمت .
لم تفلح قدماي على حملي، احسست بعجزي، وأنني مستقر هنا، مزروع هنا وليس بوسعي مغادرة المكان.. فيما المكان تراب وحجارة، وبعض مني مشتول هنا..
الابهام والشاهد والوسطى.. أصابعي التي تبصم وتشهد وتتوسطني لأبقى.. أبقى هذا هو قراري وامتحاني ومحنتي.. واصراري على البقاء كذلك .
* عن الزمان