رسائل الأدباء : رسالة من أحمد شاكر الكرمي إلى محمد إسعاف النشاشيبي

سيدي الأديب الجليل:

وصلتني (كلمتك الموجزة) فكنت أتمثلك وأنا أتلو سطورها، مدرهاً من فحول الجاهلية قهر تصاريف الأيام، وحظى بنعمة الخلود، وقام يقرع مسمع الدهر بآيات العلم والعرفان في عصر العلم والنور.

إني مدين لرسالتك بنشوة السرور التي خامرت قلبي في زمن لا يبعث كل ما فيه إلا على الحزن والأسى، فقد أطربني حقاً وجود أديب بين ظهرانينا يجلو أسرار العلم الحديث ومعجزاته في هذه الحلة العربية القشيبة في زمن استعجم فيه أبناء الضاد، وكادوا يضيعون آخر الذخائر وأثمن النفائس التي ورثهم إياها أسلافهم الأبرار.

وإني لأرجو أن تدفعك غيرتك على هذه اللغة المجيدة التي قلّ أنصارها إلى الإكثار من هذه الآثار التي تعتز بها دولة الأدب، وتهتز لها أعطاف البلاغة. والسلام عليك مكن أخ مخلص يجلب منزلتك، ويكبر أدبك وبيانك.

دمشق الشام في 18 آذار 1922

أحمد شاكر الكرمي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...