حسن العاصي - هيأت لك المخاض

هنا تركتكِ
وهيأت لكِ المخاض
ليس لي سوى عصفور
يرابط عند نافذة المطر
وقلق معقوف القافية...
ولدتِ طيراً
فكيف يطفو على الزبد
والقصب جهات فارغة
والماء مرايا راحلة
هنا وجدتكِ
يرقة سائغة للتحليق
من كَرْم وجعي



فراشةٌ أَراها
تُلملمُ ضوءَ السهرِ
تخفقُ بأجنحةٍ من سحابٍ
قالتْ أحبكَ
وغيَّبها السفُر...
رحتُ أروي قصائدَ العناقِ
في مواسمِ الجفافِ
وعينيَّ على المطرِ



مثلُ المَها تأتينَ
عيناكِ
شمسٌ ترقصُ في الحقولِ
بيضاءُ مثلُ أولَ الحبِ
رقيقةٌ كشقيقةُ نعمانٍ واحدةٍ...
بأصابعَ قدميكِ الراقصةِ
مثلُ زنبقٍ فوقَ الماءِ
وأنا قابعٌ عندَ قلبي
مثلُ لصٍ وحيدٍ
يسرقُ من ضفافكِ
رائحةُ الحبِ




بعد هجران جاءت
تستجدي الآهات
نظرت إلى عيناي وقالت
مركبين ببحر هائج
يختصران المسافات
عَدَدْتُكِ يا وليفي ألفَ مرةٍ
بكل اللغات
ولمْ أعثرَ
على صفحةِ قلبكِ
قلت قد كان يخفق عشقاً
وللهوى كما تعلمين خفقات
لكنه إن فارق الحبيب
يدخل ليل السبات




قالت هبني بعض الغرام
الروح تهلك في جفاك
بؤس قيد الهوى
لو فارقت دربي خطاك
قلت حقلي بائر يا محبوبي
لو لم يرسمْ الفرحُ
مطرُ عيناك




سألتني غزل رقيق الشعر
وغفت بعيون مكحلة
لتطعمني من شرودها السحر
لملمت تبعثري في دهشة
وأوصالي بلهفة تنتظر
قالت ما بال القافية
أهي سطوة الهوى
قلت ألتمس العذر
هواك يا شقيقة المها
كموج البحر
لا شبيه له ولم يعهده البشر




أين أنتِ
أبحث عنكِ بين أعشاب البحر
أخرجُ من جلدي إليكِ
ولم تأتِ بعدْ
مثلُ رداء التعب أُبحـِــرْ
مثل عصافير الحكايات
وأ كون
في مواسم هواكِ بحار
لا الغيم مَلَّني ولا الحقول
حتى أصير شتاؤك
فقط كوني على أطراف حلمي
لم ما زلت تُحلّقين ؟



.

صورة مفقودة
التفاعلات: 2 أشخاص

تعليقات

تحية أخي الاديب الاريب حسن العاصي شكرا على هذا النص الجميل واشبر الى ان خطا وقع في الاسم وقد قمت بتعديله
محبتي
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...