كلما ضاقت بيَ السبل تذكّرتها ..
وكانت تستجيب لندائي .. تترك ما في يدها مهما كان وتأتيني.. كطبيب يلبّي نداء الإسعاف قبل أن يسأل عما يشتكيه المريض .. يحاول علاجه ولو كان المرض من غير اختصاصه .. لهفته تكفي ..مساندته تعطيك دعماً ..
وقد يسكّن الطبيب ألمك فقط .. بجرعة مخدّرة وذلك ما ترجوه منه في ساعة ألم
هي أعظم من ذلك الطبيب .. فجرعة المخدر عندها موجودة ..ولكنها أيضاً تحتضنك .. وتمسح دموعك .. والطبيب لا يفعل ذلك
تستمع لهلوساتك وتخريفاتك اللفظية .. لاتسخر منك ولا تسمّيها انهيارات عصبية.. وتبقى كبيراً بين يديها بينما الطبيب يصغّرك ويستضعفك
الطبيب يعرّي صدرك ليعالجك .. وهي تعرّي صدرها لتعالجك !
لا تكتب وصفة ولا تفتح حقيبة طبية .. فقط تفتح لك صدرها وتفرّغ كلّ همومك به وعليه ..
صدرها يتحمّلك ويحملك ويحمِل كل أثقالك معك .. مهما كنت ثقيلاً ومثقلاً بالهموم .. وتقوم عنه خفيفاً منتشياً بل وقادراً على الطيران لو شئت
تشبه الأم الحنون .. ولكنك مع الأم تخفي دموعك كرجل .. لأنك تخجل من فيض دموعها عليك ..
ويهرب الإنسان من همومه فينسى ويتناسى ويسلى ويتسالى .. ولكن بعض المصاعب تتكدّس وتتفاقم .. وتصبح ماثلة للعيان حتى في منامك .. تؤرّقك وتقضّ منك المضاجع .. تصبح همومك كالجبال فتبحث بينها عن مضيق الخلاص .. وإن مررت فستمرّ حشراً إلى مجهول .. ومن يستطيع إزاحة الجبال ؟
وتشكو للمحيطين بك كمقرّبين فترى همومك أكبر.. والشكوى لغير الله مذلة
تنفرد بنفسك فترى نفسك في شِباك العنكبوت
وتنزل إلى قيعان نفسك فترى همومك كالأخطبوط
تتذكّرها .. وتتذكر تاريخها معك كإنسانة بسيطة في مقاييس الثقافة .. ليست جميلة في مقاييس الجمال .. ولكنها طيبة درويشة .. ويقولون مسكينة في مقاييس الحياة الحديثة لأنها كانت صادقة وصريحة ومحبة لمجرّد الحب ..
إن أعطت فسخيّة لأنها تعطيك نفسَها بلا مقابل
وإن عرَضْتَ عليها شيئاً ترضى بالقليل .. وتأخذه كهدية ثمينة .. وتشكر .. ومن لا يشكر الناس لن يشكر الله
تعرّفتُ عليها وكانت في ضائقة اجتماعية .. طلاقٌ تعسّفي لعدم التوافق بين الطيبة والخبث .. وبين البساطة والتعقيد .. وكانت تجد فيّ مستمعاً جيداً فلا أحد يسمع لها .. وكنت آخذ بيدها فتجدني ملجأها وملاذها
وعندما قرّرتْ أن تشكرَني كنوعٍ من العرفان بالجميل .. أحضرَت معها ورداً صناعياً رخيصاً في أصيصٍ فخاري .. لكنني مازلت محتفظاً به في مكتبي وإن كان في زاوية ميتة .. وكم حاولتْ سكرتيرتي التخلّص منه باعتباره لا يليق .. لكنني كنت أرفض ذلك وأحتفظ به وأنقله من زاوية لأخرى .. لأنها ستبحث عنه كلما زارتني لذا أخفيته أخيراً تحت طاولتي .. والورد الصناعي لايذبُل ولذلك لن تذبل علاقتي بها
كانت بحاجة للحب أحياناً فتعرض نفسها عليّ .. كبديل عن هدية تحضرها .. وكنت أعترض كأنك ستمارس الحب مع راهبة .. فلا إثارة ولا شبق ولا غزل .. لا تشبه الغانيات بشيء .. كأنك ستمارس الحب مع أمّك !
إن قبّلت يد أمك .. ستشعر بالقداسة وتنحني إكباراً
إن رضعت ثدي أمك المتهدل .. ستشعر بأنك تشرب من نبع الحنان .. فترفع عينك نحو وجهها مبتهلاً .. والثدي أحياناً يجعلك تركع وتسجد بدون سجادة صلاة .. لا لتنكح بل لتصلّي
إن حضنتها فلا عطور تستنشقها .. إلا رائحة صابون رخيص يغطّي عبق العرق المزمن ..
إنها كالأم .. تعطي بلا حساب ولا تسجّل عليك فاتورة لاحقة الدفع ولا مُسبقة
يومَها أحسست بسعادة الغريب إذ احتضن مواطناً من وطنه في أرض غريبة .. رائحة الأهل وبساطتهم ..وخجلهم الموروث وحزنهم الأبدي .. وكرمهم اللامحدود
بعدها .. إن جاءت إليّ (وكانت تزورني إثر غيابات طويلة ).. أعاود احتضانها وكأنني ألتقيها في مطار العودة من سفر بعيد .. وكانت تطرح سبباً تافهاً لزيارتها .. وأفهم أنا من حنين احتضانها أنها قادمة للحبّ فقط
في تلك الفترة من مزاولتي المهنة لم تكن أوقاتي كلها ملكي .. لذا كنت أتهرّب منها أحياناً
أو أن البديلات كانت رائحتهن أكثر إثارة .. لست أدري ..
المهم صارت تحسّ بتهرّبي منها وإظهار انشغالاتي عنها .. حتى أصبح هاتفها المتكرر يجعلك تستسلم مرة في السنة تقريباً كنوع من الشفقة .. المهم أن الحبل لم ينقطع وإن صار طويلاً ومهلهل الخيوط
لا أحاديث كثيرة بيننا في كل لقاءاتنا .. ولا أعرف الكثير من تفاصيل حياتها .. لا يهم .. ما أعرفه أنها عندما تزورني سأحتضنها منذ دخولها إليّ .. تساعدني في صنع قهوة بلا سكر .. وتشرب نصف فنجانها .. وبلا مقدمات ولا كلام يبدأ الحب من صدرها الذي لا يُنسى
وقبل أن تذهب تكمل فنجانها .. وتمسح صدرها بمنديل ورقي كأنها تمسح دموعاً .. وتعيد كل شيء إلى مكانه وتودّعني بالسلام عليكم فقط
والسنين إن مضت تمضي معها الكثير من الوجوه .. والكثير من الصدور .. ويبقى صدرها غير منسيّ كصدر الأم
وصرت أخترع أسباباً لاستقبالها وكأنني أحتاج إليها .. وتسعد هي مع رجل يؤلّه صدرها ويقدّسه .. يمارس الحب مع نهدين فقط بمعزل عن صاحبتهما .. ولو أمكنه لاقتطعهما وأبقاهما لديه كالورد الصناعي القديم الذي ما زلت محتفظاً به .. وإن فقد بعض لونه وإن غطاه غبار السنين ولو كان تحت الطاولة .. لكنه يبقى ورداً يحمل إثارة مميزة
وفي الفترة الأخيرة .. كثرت زياراتها لي بناء على طلبي
كثرت همومي .. وكثرت احتياجاتي لصدرها
سيطر البرد عليّ في الآونة الأخيرة .. والبرد والوحدة صنوان .. فكانت تأتيني مرتدية معطف الفراء القديم .. كلّ ما لديها قديم كورداتها الاصطناعية .. إلا صدرها يبقى جديداً .. ويبث الحرارة من حلماته .. كالمدفأة الكهربائية تكبس زراً فيبدأ التوهّج تدريجياً .. ويدي باردة شاحبة تحيط بالثدي الكبير ولا تحاوطه .. ولكن التبادل الحراري يبدأ رويداً .. وأنفي البارد له مكان معروف بين النهدين .. فيغور حابساً أنفاسه
وتضغط رأسي بيديها إلى الأعماق وما بين النهدين عميق .. فأنسحب كصياد اللؤلؤ يغطس بدون أوكسجين ويصعد إلى السطح ثم يعاود الغطس .. دائماً أنسى نظارتي المعدنية في غوصي السحيق ..تزعجها فتنزعها
تلك المرأة اكتشفَتْ أسرار صدرها عندي .. واختبرت نشوة الصدر بين يديّ مراراً .. فتبقى واقفة كالتمثال حتى تعتمل أحاسيسها الداخلية .. فتنهار إلى أقرب كرسي وتجرّني معها ممسكة برأسي لا تفلته .. عندها ستجثو أمام صدر امرأة جالسة ..
وإن انهارت مستلقية مفترشة معطفها الفرائي القديم .. عندها ستركب صدرها ركوباً .. فيصبح سرج حصان يعدو ولا يعدو .. يخبّ خبباً ومازال في مكانه .. كالفارس يرتجّ ارتجاجاً فوق سرجٍ سابحٍ والجواد مازال مستلقياً
إنها الفروسية الكاملة وسباقٌ متسارع .. فيخفض الفارس رأسه ويغمض عينيه ويقبض على عنق الجواد بكلتا يديه ..
فتمارس الحب الكامل مع امرأة كاملة اللباس .. إلا من صدرها العاري .. ينتأ شامخاً من معطفها ..كهرمين يحتضنان أبا الهول
والطريق بين النهدين مفتوح .. ونهايته معروفة ومكشوفة .. فهو أجمل وأصدق من أي طريق تعطيك إياه امرأة في جسدها ..
كل طرقها مجهولة النهاية إلا صدرها .. كمضيق بين جبلين .. تجعله فسيحاً لو أردت وضيقاً لو شئت.. عندها يمكنك أن تزيح الجبال !
وهكذا كانت تنفرج كل ضيقاتي ومضائقي كلما فتحت طريقي بين نهديها ..
د. جورج سلوم
************************
وكانت تستجيب لندائي .. تترك ما في يدها مهما كان وتأتيني.. كطبيب يلبّي نداء الإسعاف قبل أن يسأل عما يشتكيه المريض .. يحاول علاجه ولو كان المرض من غير اختصاصه .. لهفته تكفي ..مساندته تعطيك دعماً ..
وقد يسكّن الطبيب ألمك فقط .. بجرعة مخدّرة وذلك ما ترجوه منه في ساعة ألم
هي أعظم من ذلك الطبيب .. فجرعة المخدر عندها موجودة ..ولكنها أيضاً تحتضنك .. وتمسح دموعك .. والطبيب لا يفعل ذلك
تستمع لهلوساتك وتخريفاتك اللفظية .. لاتسخر منك ولا تسمّيها انهيارات عصبية.. وتبقى كبيراً بين يديها بينما الطبيب يصغّرك ويستضعفك
الطبيب يعرّي صدرك ليعالجك .. وهي تعرّي صدرها لتعالجك !
لا تكتب وصفة ولا تفتح حقيبة طبية .. فقط تفتح لك صدرها وتفرّغ كلّ همومك به وعليه ..
صدرها يتحمّلك ويحملك ويحمِل كل أثقالك معك .. مهما كنت ثقيلاً ومثقلاً بالهموم .. وتقوم عنه خفيفاً منتشياً بل وقادراً على الطيران لو شئت
تشبه الأم الحنون .. ولكنك مع الأم تخفي دموعك كرجل .. لأنك تخجل من فيض دموعها عليك ..
ويهرب الإنسان من همومه فينسى ويتناسى ويسلى ويتسالى .. ولكن بعض المصاعب تتكدّس وتتفاقم .. وتصبح ماثلة للعيان حتى في منامك .. تؤرّقك وتقضّ منك المضاجع .. تصبح همومك كالجبال فتبحث بينها عن مضيق الخلاص .. وإن مررت فستمرّ حشراً إلى مجهول .. ومن يستطيع إزاحة الجبال ؟
وتشكو للمحيطين بك كمقرّبين فترى همومك أكبر.. والشكوى لغير الله مذلة
تنفرد بنفسك فترى نفسك في شِباك العنكبوت
وتنزل إلى قيعان نفسك فترى همومك كالأخطبوط
تتذكّرها .. وتتذكر تاريخها معك كإنسانة بسيطة في مقاييس الثقافة .. ليست جميلة في مقاييس الجمال .. ولكنها طيبة درويشة .. ويقولون مسكينة في مقاييس الحياة الحديثة لأنها كانت صادقة وصريحة ومحبة لمجرّد الحب ..
إن أعطت فسخيّة لأنها تعطيك نفسَها بلا مقابل
وإن عرَضْتَ عليها شيئاً ترضى بالقليل .. وتأخذه كهدية ثمينة .. وتشكر .. ومن لا يشكر الناس لن يشكر الله
تعرّفتُ عليها وكانت في ضائقة اجتماعية .. طلاقٌ تعسّفي لعدم التوافق بين الطيبة والخبث .. وبين البساطة والتعقيد .. وكانت تجد فيّ مستمعاً جيداً فلا أحد يسمع لها .. وكنت آخذ بيدها فتجدني ملجأها وملاذها
وعندما قرّرتْ أن تشكرَني كنوعٍ من العرفان بالجميل .. أحضرَت معها ورداً صناعياً رخيصاً في أصيصٍ فخاري .. لكنني مازلت محتفظاً به في مكتبي وإن كان في زاوية ميتة .. وكم حاولتْ سكرتيرتي التخلّص منه باعتباره لا يليق .. لكنني كنت أرفض ذلك وأحتفظ به وأنقله من زاوية لأخرى .. لأنها ستبحث عنه كلما زارتني لذا أخفيته أخيراً تحت طاولتي .. والورد الصناعي لايذبُل ولذلك لن تذبل علاقتي بها
كانت بحاجة للحب أحياناً فتعرض نفسها عليّ .. كبديل عن هدية تحضرها .. وكنت أعترض كأنك ستمارس الحب مع راهبة .. فلا إثارة ولا شبق ولا غزل .. لا تشبه الغانيات بشيء .. كأنك ستمارس الحب مع أمّك !
إن قبّلت يد أمك .. ستشعر بالقداسة وتنحني إكباراً
إن رضعت ثدي أمك المتهدل .. ستشعر بأنك تشرب من نبع الحنان .. فترفع عينك نحو وجهها مبتهلاً .. والثدي أحياناً يجعلك تركع وتسجد بدون سجادة صلاة .. لا لتنكح بل لتصلّي
إن حضنتها فلا عطور تستنشقها .. إلا رائحة صابون رخيص يغطّي عبق العرق المزمن ..
إنها كالأم .. تعطي بلا حساب ولا تسجّل عليك فاتورة لاحقة الدفع ولا مُسبقة
يومَها أحسست بسعادة الغريب إذ احتضن مواطناً من وطنه في أرض غريبة .. رائحة الأهل وبساطتهم ..وخجلهم الموروث وحزنهم الأبدي .. وكرمهم اللامحدود
بعدها .. إن جاءت إليّ (وكانت تزورني إثر غيابات طويلة ).. أعاود احتضانها وكأنني ألتقيها في مطار العودة من سفر بعيد .. وكانت تطرح سبباً تافهاً لزيارتها .. وأفهم أنا من حنين احتضانها أنها قادمة للحبّ فقط
في تلك الفترة من مزاولتي المهنة لم تكن أوقاتي كلها ملكي .. لذا كنت أتهرّب منها أحياناً
أو أن البديلات كانت رائحتهن أكثر إثارة .. لست أدري ..
المهم صارت تحسّ بتهرّبي منها وإظهار انشغالاتي عنها .. حتى أصبح هاتفها المتكرر يجعلك تستسلم مرة في السنة تقريباً كنوع من الشفقة .. المهم أن الحبل لم ينقطع وإن صار طويلاً ومهلهل الخيوط
لا أحاديث كثيرة بيننا في كل لقاءاتنا .. ولا أعرف الكثير من تفاصيل حياتها .. لا يهم .. ما أعرفه أنها عندما تزورني سأحتضنها منذ دخولها إليّ .. تساعدني في صنع قهوة بلا سكر .. وتشرب نصف فنجانها .. وبلا مقدمات ولا كلام يبدأ الحب من صدرها الذي لا يُنسى
وقبل أن تذهب تكمل فنجانها .. وتمسح صدرها بمنديل ورقي كأنها تمسح دموعاً .. وتعيد كل شيء إلى مكانه وتودّعني بالسلام عليكم فقط
والسنين إن مضت تمضي معها الكثير من الوجوه .. والكثير من الصدور .. ويبقى صدرها غير منسيّ كصدر الأم
وصرت أخترع أسباباً لاستقبالها وكأنني أحتاج إليها .. وتسعد هي مع رجل يؤلّه صدرها ويقدّسه .. يمارس الحب مع نهدين فقط بمعزل عن صاحبتهما .. ولو أمكنه لاقتطعهما وأبقاهما لديه كالورد الصناعي القديم الذي ما زلت محتفظاً به .. وإن فقد بعض لونه وإن غطاه غبار السنين ولو كان تحت الطاولة .. لكنه يبقى ورداً يحمل إثارة مميزة
وفي الفترة الأخيرة .. كثرت زياراتها لي بناء على طلبي
كثرت همومي .. وكثرت احتياجاتي لصدرها
سيطر البرد عليّ في الآونة الأخيرة .. والبرد والوحدة صنوان .. فكانت تأتيني مرتدية معطف الفراء القديم .. كلّ ما لديها قديم كورداتها الاصطناعية .. إلا صدرها يبقى جديداً .. ويبث الحرارة من حلماته .. كالمدفأة الكهربائية تكبس زراً فيبدأ التوهّج تدريجياً .. ويدي باردة شاحبة تحيط بالثدي الكبير ولا تحاوطه .. ولكن التبادل الحراري يبدأ رويداً .. وأنفي البارد له مكان معروف بين النهدين .. فيغور حابساً أنفاسه
وتضغط رأسي بيديها إلى الأعماق وما بين النهدين عميق .. فأنسحب كصياد اللؤلؤ يغطس بدون أوكسجين ويصعد إلى السطح ثم يعاود الغطس .. دائماً أنسى نظارتي المعدنية في غوصي السحيق ..تزعجها فتنزعها
تلك المرأة اكتشفَتْ أسرار صدرها عندي .. واختبرت نشوة الصدر بين يديّ مراراً .. فتبقى واقفة كالتمثال حتى تعتمل أحاسيسها الداخلية .. فتنهار إلى أقرب كرسي وتجرّني معها ممسكة برأسي لا تفلته .. عندها ستجثو أمام صدر امرأة جالسة ..
وإن انهارت مستلقية مفترشة معطفها الفرائي القديم .. عندها ستركب صدرها ركوباً .. فيصبح سرج حصان يعدو ولا يعدو .. يخبّ خبباً ومازال في مكانه .. كالفارس يرتجّ ارتجاجاً فوق سرجٍ سابحٍ والجواد مازال مستلقياً
إنها الفروسية الكاملة وسباقٌ متسارع .. فيخفض الفارس رأسه ويغمض عينيه ويقبض على عنق الجواد بكلتا يديه ..
فتمارس الحب الكامل مع امرأة كاملة اللباس .. إلا من صدرها العاري .. ينتأ شامخاً من معطفها ..كهرمين يحتضنان أبا الهول
والطريق بين النهدين مفتوح .. ونهايته معروفة ومكشوفة .. فهو أجمل وأصدق من أي طريق تعطيك إياه امرأة في جسدها ..
كل طرقها مجهولة النهاية إلا صدرها .. كمضيق بين جبلين .. تجعله فسيحاً لو أردت وضيقاً لو شئت.. عندها يمكنك أن تزيح الجبال !
وهكذا كانت تنفرج كل ضيقاتي ومضائقي كلما فتحت طريقي بين نهديها ..
د. جورج سلوم
************************