لم أعد اسمع بقية الونسة وأنا مستلقٍ على ظهري فوق القوز الصغير، واضعا نعلاتي تحت يديّ، ويديّ تحت رأسي معلياً بذلك نظري ليكون فوق مستوى أصابع قدميّ لأرى في منتهى رؤيتي شريطاً من السواد الدامس- هو التحتانية- يحده من أعلى شريط من السواد أقل عتمة هو فضاء الليل البهيم فوق قريتنا (الركابية)، واتسعت...
تراصت التاكسيات الصفراء الأنيقة ومعظمها من ماركة هيلمان وكونسول وموسكوفيتش في طابور طويل أمام زنك الخضار في وسط الخرطوم انتظاراً لركاب بحري ممن يفضلون الطراحات، وجلس السواقين يحتسون الشاي والقهوة التي تجيد إعدادها (فطومه) يتجاذبون الحديث في هموم مهنتهم ثم يتناقشون في السياسة كالمعتاد، وهو طبق...
إلتقيته مصادفة في أحد مقاهي مدريد بعد افتراق دام عقوداً، وقد كنا زميلين في المدرسة المتوسطة، وحين رأيته في مقهى "كابو نيقرو" كان ساهماً واجماً لم يحس بوجودي رغم إنني وقفت أمامه لدقائق عدة لأتأكد من أنه هو صاحبي، فانتبه لوجودي أولاً، ثم بعد أن استجمع نفسه وعقله وأعمل ذاكرته انتبه لشخصي، فهبّ...