ككلّ خريف يختار هذه الزاوية من الغرفة و يقف طويلا أمام النافذة حتى يخيّل لمن ينظر إليه بأنّه تحوّل إلى تمثال يشبه اللّوحة التي عشقها أكثر من أيّ شيء آخر فصار بيتنا جزء منها و ليس العكس. وبمجرّد امتلائه بكل أسرار ما وراء النّافذة يلقي بجسده على السرير و يفتح كتابا لأجاثا كريستي يلتهمه التهاما...
جاء في كتاب الحزن:" وما أمر النّفس الحزينة إلا كسماء تلبّد الغيم فيها حتى أوشكت زرقتها على السواد، فإذا ما انهمر الغيث ثمّ انقشع الغيم بدت أكثر بهاء و صفاء." وأنا منذ استوطن الحزن دمي، صارت السماء مطبقة على الأرض وصرت المنفي من أوردتي.أشار الصحب عليّ بترك المدينة فللمدينة سَحَرتُها وعصاي نخرتها...