تضرب الأمواج الباردة قدمي، رغم وقوفي على بعد ثلاثة أمتار من الشاطئ، أتحسس حقيبة الظهر الصغيرة، أشدها بقوة بحثا عن حرارة اختزنتها من ملامستها محرك سيارة الأجرة المتهالكة التي مازال صدى هديرها يتردد بين الكثبان.
كل من حولي منشغل بنفسه؛ سيدة في الثلاثين تهدهد طفلا، تتمتم بكلمات غير مفهومة،..زنجي...
الساعة الثانية وثلاث وعشرون دقيقة، كانت الهواجس والأخيلة السوداء تملأ السرير ذا الحجم الملكي، أغلق كل مصادر الإنارة في الغرفة المكتظة بالأشياء التافهة، حتى موصل الكهرباء الذي كانت تنبعث من أحد مقابسه نقطة ضوء حمراء، رأى فيها مشوشا على ذلك الظلام الذي يحيط به نفسه.
أمضى أكثر من عشرين دقيقة يحاول...
بجلبابها البني الذي يغطي قدميها، ويؤدي عفويا دور البلدية، وحجابها الأبيض المنسدل إلى منتصف جسمها راسما مثلثين متوازيين، وحاجبا لون شعر يجهله كثير من معارفها، تقدمت بتؤدة تتأمل المباني المحيطة بساحة الثورة الشهيرة في عنابة، حيث السياح والمتسولون ومشاريع العشاق.. لا تعرف لم تجاوزت مقهيين في المدخل...
قرأ الملاحظة المكتوبة على لوحة صغيرة أمام شباك البنك بعناية فائقة؛ " يرجى أن تعد نقودك قبل المغادرة" تأكد أن المبلغ سبعة آلاف، تماما كما أجابه المحاسب حين سأله عن رصيده الإجمالي.
نظر إلى هاتفه كانت الساعة العاشرة وعشر دقائق،
- لا بأس ما زال أمامي وقت كاف – قالها في نفسه – فهي لن تأتي إلا متأخرة...
بعينيها الصافيتين، المختبئتن تحت نظارتي قراءة، كانت تجلس في زاوية قصية بأحد المقاهي الراقية في حي " دبي مارينا"، تحرك نسائم الخليج المحاط بغابة من الأبراج طرف ملحفتها اللازوردية اللون، وبين يديها كتاب يبدو غلافه أنيقا، وأمامها فنجان قهوة لا يبدو أنها احتست منه أكثر من رشفتين.
وهي منهمكة في...