لعلك بعد هذا العرض المنهجي - الذي أوضحته لك في المقال السابق - توافقني على أن الثعالبي كان مؤرخاً فنياً وأديباً لوذعياً، على حين كان الأصفهاني مؤرخاً استطرادياً يقصر جهوده عند سوق الأخبار وهو يكيلها لك بغير حساب أو منهج يرتضيه عرف الحدثين اليوم.
ولعل المقارنة بين الرجلين لا تقف بنا عند هذا...
كثيراً ما تكون ذاتية الأديب سبباً في تضارب آرائه أو هدمها وخاصة حين يعمد إلى مقارنة كاتب بآخر من كتاب تاريخ الأدب العربي، فيحمله تعصبه للواضع أن يقدم آثاره على آثار غيره، أو يقدمه على أترابه من أجل سفر واحد من أسفاره
هذا ما لمسته حين أثار جماعة من الأدباء نقاشا حادا حول كتاب (الأغاني) الأصفهاني...