انتهينا من بيان الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ما حدث من انقلاب في حياة شاعرنا سنة ثمانين ومائة للهجرة، وعرفنا أن أهمها هو شعوره بالضعة لما كان من وضاعة آبائه وأجداده، وما استتبع ذلك من حقد على ذوي الجاه والنفوذ في عصره، وسخط على الحياة والأحياء عامة. وثانيهما نقمته على هارون وبغضة له. وثالث تلك...
ذكرنا فيما سبق أن أبا العتاهية كان يلتزم جانب الفضل ابن الربيع في النزاع الذي نشب بينه وبن البرامكة، وقد أقمنا الدليل على ذلك بما كان بين الشاعر والفضل من تواد وتعاطف. وسنحاول اليوم أن ننظر إلى المسألة من جانبها الآخر، فنرى مدى ما كان بين الشاعر والبرامكة من عداوة أو صداقة، فإن كانت الأولى فقد...
أبو العتاهية مع الفضل بن الربيع وزبيدة
وعدنا في المقال السابق أن نورد الأدلة التي تثبت صحة ما ذهبنا إليه من أن الفضل بن الربيع وزبيدة قد شجعا أبا العتاهية على الإضراب عن إنشاد شيء من شعر الحب للرشيد ووعداه المال والحماية من كل سوء يتعرض له بسبب ذلك الإضراب. وقد حان اليوم موعد الوفاء بذلك الوعد،...
أبو العتاهية والرشيد:
ليس يعنينا من حياة الشاعر في عهد موسى الهادي إلا ما أظهره الأول من قصر النظر ونكران الجميل، فقد كان الشاعر أثناء حكم المهدي صنيعة من صنائع هارون الرشيد، وكان ذلك بالطبع بغضب الهادي للمنافسة التي كانت بين الأخوين. وم يكد الأخير يلي الحكم حتى أقبل عليه الشاعر إقبال المنقطع...
مقدمة:
يروي صاحب مسالك الأبصار أن أبا العلاء المعري كان يقول كلما أراد إنشاد شيء من شعر أبي العتاهية: قال الداهية أبو العتاهية. وتلك العبارة من أبي العلاء المعروف بدقته وعمقه ترينا مدى ما يتعرض له الباحث في حياة شاعرنا من صعوبات وما يواجهه من مشاكل، وذلك لأن من لوازم الدهاة من الناس الالتواء...