محمد عبد الحليم غنيم

تاريخ ومحل الميلاد :
31 مارس عام 1912 ، مركز دسوق ، الغربية.


الوظائف التى تقلدها :

- موظف ببلدية دمنهور ثم مساعد لأمين مكتبتها.
-
سكرتير لوكيل مصلحة السكك الحديدية.
-
مدير إدارة العلاقات العامة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.

أوجه نشاطه الأدبى :

- أول قصة كتبها فى حياته نشرها فى مجلة آخر ساعة ، العدد 393 فى 12 أبريل ، عام 1942.

له أربعة وعشرون مؤلفا فى القصة والرواية ، ومنها :

أولا : القصة :

- الضباب .
- هاتف الجماهير.
- أرض الخطايا.
- طريق الخطايا.
- نساء فى حياتى.
- يوم الثلاثاء.
- آثار على الشفاه.
- قلبى فى لبنان.
- أشياء لا تشترى.
- امرأة غير مفهومة.

ثانيا : الرواية الطويلة :
- ست البنات.
- شباب امرأة.
- الأبواب المغلقة.
- سنوات الحب.


ثالثا : المسرح :

- ست البنات .
- نفوسة.
- المال.


رابعا : الأفلام السينمائية :
- قرية العشاق.
- دعونى أعيش.
- رنة الخلخال.
- السفيرة عزيزة.
- جريمة حب.
- نساء محرمات.
- حب لا أنساه.
- الثلاثة يحبونها.


كما أسهم فى تحرير الصحف الأتية :

- آخر ساعة.
-
المصرى.
-
البلاغ.
-
الرسالة.
-
الثقافة.
-
المصور.
-
أخبار اليوم.
-
الجمهورية.
-
مجلة السينما الأهرام.
-
كما شارك فى الكتابة فى أغلب الصحف العربية.

الهيئات التى ينتمى إليها :

- عضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
-
عضو بجمعية الأدباء.
-
عضو مجلس إدارة نادى القصة.
-
عضو بنادى القلم المصرى ، فرع من نادى القلم الدولى .
-
عضو بالمكتب الدائم لمؤتمر أدباء العرب الذى عقد بالكويت ، كعضو فى اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، عام 1958.

الجوائز والأوسمة :

- جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية ، عام 1963.

1ـ أمين يوسف غراب وتوظيف الأغنية والموال الشعبيين(1912 ـ 1970):

كان أمين يوسف غراب مخلصا لثقافته ونشأته الريفية الشعبية ،والثقافة الشعبية تعد أهم الروافد الأصيلة فى تكوينه الثقافي ، وقد وظف هذه الثقافة الشعبية الممثلة فى المأثور الشعبي فى قصصه القصيرة وخاصة الأغنية الشعبية والموال ، فهناك العديد من القصص يختمها المؤلف بموال أو أغنية شعبية مثل قصص " قناوى" من مجموعة (أشياء لا تشترى - 1963) و" الدهليز " من مجموعة (آثار على الشفاه- 1953) و"عدالات" و "الله" من مجموعة (نساء الآخرين -1962) و"عيشة يا بلح " من مجموعة (أرض الخطايا – 1958).
وغراب فى هذه القصص يطعم القصة بعدة أبيات من الموال أو أغنية شعبية ، دون أن يتأثر بناء القصة بالفن الشعبي الذي طعم به النص ولذلك فالتأثر هنا محدود ، فهو أقرب إلى الاقتباس الذي يؤكد الفكرة أو المغزى فى النص . ولعل أجدر القصص بالوقوف عندها قصة " الله " حيث يوظف المؤلف الموال توظيفا فنيا عاليا يدل على وعيه الإبداعي بأهمية الموروث الشعبي ودوره فى القصة القصيرة .
تبدأ القصة بآذان الفجر وتنتهي مع مساء اليوم التالي ، فمع آذان الفجر يستيقظ أبو المعاطي عجلان خفير القرية النظامي ، الذي يكون قد نلم بعد أن هده التعب من اللف طوال الليل ، وبعدها يذهب إلى الترعة ليغتسل ثم ينتظر حبيبة القلب " سكينة " حتى تأتي حاملة جرتها لتملأها من الترعة ، فيمتع نفسه بطلعتها وحديثها العذب ثم ينصرف إلى منزله وهو أسعد الناس ، ولكن سكينة تأخرت اليوم عن موعدها ، توجس خيفة ولما تعبت عيناه من كثرة التطلع أرسل صوته متسائلا بالموال .
صبح الصباح يا جميل وأنا على الموردة بدرى
كل البدورة بتورد وخلي لم ورد بدري
ولم يكد يتم الأغنية حتى سمع صوت سكينة تقول
ـ صباح الخير يا أبو المعاطي " (11) ص 230 .
وعندما سألها عن سبب تأخيرها ، بكت وأفضت له بالحقيقة المفجعة وهي خطبتها للسيد أبو حسين عربجي حنطور العمدة ، فأطرق أبو المعاطي وعلت وجهه صفرة تؤكد عجزه ، فمن يستطيع أن يقف فى وجه العمدة ، إضافة إلى ذلك فإنه أي أبو المعطي زوج آمنة أخت العمدة ، تلك العجوز الشمطاء التي تزوجها قهرا ، والتي لم يحبها أبدا ، إذن فما العمل ؟ فكر أبو المعطي ورأى أن يذهب إلى بسيوني أبو دياب شيخ المنصر أو القاتل المعروف وعندما يصل إليه عارضا مشكلته ، نسمع بسيوني يجلس أمام الدكان يشرب الجوزة ويغني بموال :
جوزة من الهند ومركب عليها الغاب مدندشة بالذهب ومجمعة الأحباب "(12) ص 273 .
يرق بسيوني لمشكلة أبو المعاطي ، ويقول له الحل أن يتخلص من آمنة زوجته وعند ذلك يمكنه أن يتزوج سكينة ، يقبل أبو المعاطي يده شاكرا عارضا عليه كل ما يملك وهو خمس جنيهات ، عند ذلك يرفض بسيوني أبو دياب أخذ النقود منه قائلا له ادفعها مهرا لسكينة ، ثم يتفقان على قتل آمنة وهي أن يدعوها أبو المعاطي أن تأتيه ليلا فى مكان الدرك لكي تنام معه ، كما كان يحدث فى بعض الليالي ، وعندما تأتي يصوب بسيوني البندقية عليها من موقعه فى غيط الذرة المقابل ويحدث أن يتم التصويب ويحدث القتل ، ولكن من جاءت وقتلت لم تكن سوى سكينة التي أتت لتقول لأبي المعاطي أن السيد أبو حسين قرأ الفاتحة بعد العشاء وعليه أن يتصرف ، إذن فقد قتلت سكينة بالخطأ ، ولكن المر لم يتوقف عند ذلك ، فعندما يكتشف أبو المعاطى أن المقتولة هي سكينة يفقد أعصابه ويلعن آمنة وبسيوني أبو دياب ويبكي بصوت مرتفع وسط الليل ، ويحاول بسيوني أن يسكته بلا جدوى ومن ثم لا يجد أماه سوى أن يفرغ فى رأسه رصاصة أخرى :


" وفى الصباح بينما كان سكان القرية والقرى المجاورة متجمعين حول الجثتين كان بسيوني أمام دكان الشيخ سيد يكركر فى الجوزة ويدندن على دخانها :
جوزة من الهند ومركب عليها الغاب
أخذت منها نفس وقلت يا تواب
تتوب علىً من الجوزة ومن شرب الغاب " (13) ص 236 .
إن الموال هنا فى المواقف الثلاثة يتأتى بمثابة الكورس الذي يردد أو يعكس ما فى داخل البطل ، فعندما تتأخر سكينة يلجأ أبو المعاطي إلى الموال ، وعندما يجلس بسيوني أبو دياب خالي البال أمام الدكان يجيء أبو المعاطي له ، يغني بسيوني للجوزة ببيت شعري شعبي يعكس خلو البال وراحة الجسد :
جوزة من الهند ومركب عليها الغاب مدندشة بالذهب ومجمعة الأحباب
أما فى المقطع الأخير ، بعد أن قتل بسيوني سكينة خطا وأبو المعاطي عمدا ، فإن الكلمات تتغير قليلا ، لتؤكد الإحساس بالذنب والرغبة فى التوبة :
جوزة من الهند ومركب عليها الغاب
أخذت منها نفس وقلت يا تواب
تتوب علىً من الجوزة ومن شرب الغاب " (14) ص 236 .
والخلاصة أن الموال هنا ليس مجرد حلية أو اقتباس يطعم به المؤلف قصته ، ولكنه جزء من نسيج من النص ، فهو مكمل للسرد وكاشف للمغزى ، ومصور للشخصية من داخلها وناطق بأحاسيسها وعواطفها .


د. محمد عبدالحليم غنيم
  • محمد عبد الحليم غنيم.jpg
    محمد عبد الحليم غنيم.jpg
    4.2 KB · المشاهدات: 662
أعلى