مختار الخلفاوي

ما كان في حُسبان العربيّ أنْ يصطنع لنفسه صورة، ولم يكن يخطر بباله أنْ تكون له صورة تعكس هويّته. ورغم أنّ أدب الأخبار قد احتفظ لنا عبر الأجيال المتعاقبة ببورتريهات غنيّة بالتفاصيل عن الأعلام فإنّنا لا نكاد نعثر لأسلافنا عن وجوه ذات ملامح محدّدة. لم يكن لأسلافنا وجه. لقد امتنعوا عن التمثيل...
يتّضح من مقدّمة الصفديّ أنّ فكرة المنام بشخص بعد موته تدخل ضمن خطّة الكتاب “..لأنّ المطّلع على أخبار من درج [ ...] يعود وكأنّه عاصر أولئك وجلس معهم على نمارق الأسرّة واتّكأ بينهم على وسايد الأرايك، واستجلى أقمار وجوههم إمّا في هالات الطيالس أو في دارات الترايك، وشاهد من أشرارهم شرر الشياطين وفضّ...
حمل على طرح هذا السؤال المعقّد المتعدّد الوجوه في تاريخ الثقافة العربيّة رسوخُ ظاهرة الأحلام والرؤى في صلب البنية الذهنيّة والثقافيّة في تاريخ الإسلام، وتحوّلها، من ثمّة، إلى ضرب من السلطة والتوجيه في صناعة المعنى وتشكّله داخل نصوص متباينة الخطابات. ولعلّ أحد هذه الخطابات النصّيّة التي استرفدت...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى