إذا نَبَتِ الدِّيارُ بحرِّ قومٍ
فليسَ على المُفارقِ من جناحِ
ومنذُ وجَدتُ من همِّي رسيساً
إلى روحي وأعوزني ارتياحي
وما صَعَّرْتُ للأيام خدِّي
ولم أخفِضْ لنائبةٍ جناحي
وضاقَ بيَ الخناق فلمتُ نفسي
وإن لم يلحُني باللَّوم لاحي
وقد أصبحتُ في زمنٍ ممارٍ
يريني الجدَّ من خللِ المزاحِ
رَفَضْتُ إقامتي...
وميضُ البرق هيَّج منك وجدا
فكدت تظنُّه من ثغرِ سعدى
ألمَّ بنا بجنحِ الليل وهناً
كما جرّدت من سيف فرندا
توقَّد في حشا الظلماء حتَّى
وجَدنَا منه في الأحشاء وقدا
وجدَّ بنا الهوى من بعد هزلٍ
وكم هزل الهوى يوماً فجدَّا
خليليَّ اذكرا في الجزع عَهدي
فإنِّي ذاكر بالجزعِ عهدا
وأيَّاماً عهِدتُ بها التصابي...
لك الخير شأنُ الجفن يحرسُ عينَه
وهذا بعين الله يحرس دائماً
تبيتُ له خمسُ الثريا مُعيذةً
تُقلِّدُه زُهرُ النجوم تمائما
فيا جفنُ لا تنفك في الحفظ دائما
وإن كنتَ في لجٍ من البحر عائما
أتذكر أطلالاً تعفَّتْ وأرسُما
بذاتِ الفضا في الجزعِ مِنْ أَيمن الحمى
منازل أحباب بها نزلَ الهوى
فلم يُبقِ إلاَّ مدنف القلب مغرما
عرفنا الهوى من أين يأتي لأهله
بها والغرام العامريّ من الدمى
لئنْ أصبحت تلك المنازل باللوى
قصارى أمانيَّ الهوى فلطالما
وقفتُ عليها والهوى يستفزُّني
فأرسلتُ فيها الدمع...