ثمة صوت منذ حب
مازالت تكرر صداه الأماكن
من شرفة
قديمة يطل عليها الماضي
أسمَعُهُ كلما رأيت هذا الماثل
أمامها مجسم بالحزن
متدحرجاً من رأس الثمالة
إلى صحو شبيبته الأولى
صوت يبدد سكون الليل
ويعيد صخب الأيام
المترعة بالطيش والجنون
صوت يفتح منافذ للعبور
إلى الوراء
لا أعبر وأنا أرى من خلالها
كينونته...
تقتلني امرأة
بتصرفاتها الغريبة وتضعني مابين
الشك والحيرة
وترمي بي في مرتع الغيرة
الغيرة العمياء عليها
بدون أي معرفة مسبقة
أو لقاء عابر حتى..!
تفعل ذلك كلما رأيتها تمرر
أناملها على فاه أحدهم لايجيد
الحديث وتضع له قُبلةً هناك
بالحرف
وبالكلمة
تنثر في نهاية كلامه الورد والمديح
المعتق بالرغبة...
في الساعة المتأخرة من الأرق
الصاخبة بهدوء الليل
المكتظ صدري فيها بالتفكير
اقترب من نافذة غرفتي المظلمة
فأشعل الظلام بتنهيدة ساخنة
علني أمحو كلاما ملصقا على جدار
الصمت فأفعل
أعود بعدها إلى مخدعي فتظهر ذكريات مرمية
على رف النسيان
أمد أصابع الذاكرة لأتعسسها
فأعثر على صورة قديمة
مخبأة تحت عباءة...