الساعة العاشرة صباحاً، المكان غارق في سكون مريع، يرسم لوحة شوهاء على أطراف بلدة فيروزكوه*، لا يقطعه سوى صراخ منبعث من حفرة، اتّخذت شكل القبر، ترقد وسطها روخشانا، فتاة في العشرين، تتنفس رعباً، يترنّح الاستغراب فوق ملامحها، وحيدة تواجه موتها على أعتاب عالم ممعن بالخراب، ملتحف بالوهم، تحدّق إلى...
في إحدى محطات الغربة رأيتك تحلم، ورأيت اللوحة المعلّقة على أحد جدرانها تحدّق في عينيك، تمسح دمعة قبل أن تحرث خدك الموشى بتجاعيد الحرمان، وعلى فوديك بياض صامت، يحكي ليلك الطويل، تطيل النظر إلى امرأة عارية، يخال إليك أنّها ذات المرأة التي راودتك في زقاق معتم في الميدان، ربما هي وسادتك الرثة، أو...
عند منعطف النسيان في لحظة لها رائحة الدهشة ينساق الليل إلى حلكته ، بينما العيون المحاصرة تعتصرها رعشة الحنين ، رعشة ترتجف بالألم والوجع والعجب ، ترقبُ تباشير الفجر بلهفة بعدما نفد كلّ شيء، الماء والعتاد والأمل ، حتى الهواء غاب ولم يعد منعشاً كما من قبل ، ضاقتِ الحناجر بأنفاس لهيب العزلة ، تلاشت...