د. أياد ميران

مثلما احتضنتهُ كانَ مِنَ المفروضِ أنْ يحتضنكَ ويحقِّقَ لكَ جميعَ أمنياتِكَ لا أنْ يُهدي لكَ موتاً قبلَ الأوانِ بكثيرْ
لا أحد يعيرها ادنى إهتمام إنَّهمْ جميعاً رغمَ عدمِ إتِّفاقِهمْ في أغلبِ شؤونِهمْ متَّفقونَ على التحجِّجِ بأيِّ شيءٍ تافِهٍ تجنُّباً للحديثِ معَها أو حتَّى للتلويحِ لها ولوْ ببعضِ الإبتسامْ هيَ حينَ تجلسُ في المقهى يسارعُ بالإنصرافِ حتَّى مَنْ يتبجَّحُ بالبحثِ عنها طيلةَ الوقتْ وحينَ تستقلُّ...
يا قلبُ يكفي ما جرى يكفي بكاءً إنَّها ما فعلتْ شيئاً سوى ردّ على منحنا إيَّاها الهوى إهداءَنا الجراحْ.. يا قلبُ يكفي ما جرى يكفي بكاءً إنَّها ما فعلتْ شيئاً سوى القولِ لنا ما كانَ شيءٌ بيننا في ذلكَ الصباحْ.. يا قلب هذي الضجَّة وهذهِ الضوضاءُ لا داعي لها.. إنَّهُ حبٌّ وانتهى.. إنَّهُ لا أوَّلُ...
منذُ اللحظةِ سأقطعُ صلتي بذاكَ الذي قدْ كنتُهُ قبلَها منذُ اللحظةِ لنْ أسمحَ لذاكَ مهما توسَّلَ بي أنْ يكونَني مرَّةً ثانيةً أنْ يكونَني منذُ اللحظةِ سأسلمُ زمامَ أمري لهذا الذي كنتُ لا أحبِّذُ حتَّى التحدَّثَ معَهُ رغمَ إلحاحِهِ الدائمِ وعروضِهِ المغريةِ لي بحياةٍ أفضلَ حالَ إبرامي صفقةَ...
هيَ لا تطلبُ دمعاً لا مواساةً تُريدْ.. إنَّ عينيها تنادي بوضوحٍ أنقذوني فأنا العومَ بهِ لستُ أجيدْ.. إنَّ بحرَ الموتِ بحرٌ معهُ القولُ تمهَّلْ لا يُفيدْ.. وتمنِّي أنْ يُعيدْ.. هوَ تفكيرَهُ في ما جاءَ مِنْ أجلِهِ أمرٌ مستحيلٌ لا بعيدْ.. صوتُها المُتعَبُ والمُجهَدُ والمُثقَلُ باليأسِ...
لأنَّهمْ غيرُ قادرينَ على الفوزِ حتَّى في مباراةٍ واحدةٍ يجلسوننا أمامَ شاشةٍ كبيرةٍ فيعرضونَ علينا تارةً فوزَنا الساحقَ على المشركينَ في مباراةِ بدرْ وتارةً أخرى يعيدونَ عرضَ مقتطفاتٍ مِنْ مباراتِنا معَ اليهودِ والتي انتهتْ بتغلُّبنا عليهمُ في الوقتِ القاتلِ بهدفٍ أكثرِ مِنْ خادِعْ على جدرانِ...
كلُّ علاماتِ الدلالةِ في طرقِ أعمارِنا مطبَّاتٌ في احسنِ الأحوالِ وقيودٌ لا سبيلَ للتخلِّصِ منها في أسوئِها البناياتُ على جانبيِ الطريقِ التي تبتسمُ لنا أشرفُ مِنْ هنَّ بكثيرٍ البغايا واعمدةُ الإنارةِ في الجزراتِ الوسطيةِ أقلُّ بطشاً مِنْ هنَّ بكثيرٍ النبالْ حتَّى الشمسُ والقمرُ اللذانِ...
لا أملكُ مسقطَ رأسٍ ولا بطنٍ ولا ظهرْ فقدْ جئتُ إلى هذهِ الحياةِ على مقعدي هذا ما اعلنَهُ بعدَ التكرارِ لمشهدِ ولادتي حكَّامُ (الفارْ) لقدْ كنتُ طيلةَ فترةِ وجودي في معهدِ التدريبِ والإعدادِ لتقبِّلِ الحياةِ أحاولُ انْ أوضَّحَ لكلِّ القائمينَ على هذا المعهدِ بأنَّني لا اصلحُ لوظيفةِ دميةٍ...
حينَ اموتُ لي بضعةُ لاءاتٍ أرجو أنْ لا تتجاهلوها إنْ كنتمْ تضمرونَ لي ذاتَ ما تظهروهْ لا تكتبوا انتقلَ إلى رحمةِ اللهِ بَلْ نُقِلَ لا تضعوا شريطاً أسوداً على صورتي والأفضلُ انْ لا تعلِّقوا لي صورةً مِنَ الاساسْ لا تسمحوا لاحدٍ أنْ يساعدني بخلعِ ملابسي واتركوني بما كنتُ ارتديهِ حينَ اموتُ أذهبُ...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى