الشهداء لا يسقطون
إنهم ببساطة
يعقدون قداس رحيلهم
فتستطيل الحياة
لتكون على مقاس أوطانهم .
الأوطان التي
تمضغ أحلامهم
و تفتح صنبور أوجاعها
من رأس الحكاية
فتشرب الشعوب نخب ثورتهم ؛
و يصنع الساسة من جثثهم
سروجا يمتطونها
ليكونوا أبطالا من ورق .
نحن نتيمم الطريق
و نعتصر فاكهة البكاء
لنؤدي صلاة البلاد ؛...
على تجاعيد المدن ؛
تنمو
حقول من الشعوب البرية ،
إنها شعوب
لا تحتاج
سوى لبعض الحروب
كي ترونها
تملأ مسافات أيامنا
بالكثير من الفراغ ؛
إنها
لا تتوقف عن إنتاج
محاصيل الموت ،
فالأوطان
بحاجة لرصيد كاف من الضحايا
قبل أن تلبس وجه الخسارات ؛
فلا منتصر هناك
الجميع خاسرون ،
و الرابح الوحيد
سيكون متكئا...
في الصباح
يغتسل الجندي بأسماء القتلى
و يمرر يده
على شفاه المدن ؛
بينما لا تزال ( العجلات المفخخة )
تستيقظ على دمائنا ،
و هي تستمتع
بأشلائنا المبعثرة ..
عند المغتسل
وضعت ( أم نصير )
يد إبنها اليسرى
و بعضا من قدميه
و ما تبقى من رأسه ،
و هي تردد
( جم دللول الولد يبني كلتها
أحسها تكطعت لمن صحتها...
(العراق و المسيح) عليهما السلام
تسلقوا عند الفرات
فتفرقوا ‘
كانوا ربيعا
فتمردت نزواتهم خشبا
و قبل الحريق توحدوا ‘
أن يجمعوا قصب الحقيقة
بلا صراخ ‘
لم يعلموا
أن السياط تمردت
عند القداسة ‘‘ فأنجبت
صوت النخيل ‘
جروا كنائس صبرهم
عبر الحقول
فأينعت بثمارهم كل الشوارع
و لا سبيل ‘
إتفقوا أن البلاد
زانية...
العابرون نحو الشمس
لا يجيدون إمتطاء ملذاتهم
لذلك
يموتون بشغف ؛
يعتصرون أسماء أبنائهم
كي يولدوا برائحة الفقراء .
الفقراء طبعا .
لأنهم أبناء الله ،
فالحسين لم يترك خلفه
سربا من اليتامى
بل أيقظ جيشا من الخلود ؛
يملك يدا
كلما إقتربت الحروب
تراها تربت على قلوب أبنائنا
فيعلنون إنهزام المدن
قبل أن...
الشهداء لا يسقطون
إنهم ببساطة
يعقدون قداس رحيلهم
فتستطيل الحياة
لتكون على مقاس أوطانهم .
الأوطان التي
تمضغ أحلامهم
و تفتح صنبور أوجاعها
من رأس الحكاية
فتشرب الشعوب نخب ثورتهم ؛
و يصنع الساسة من جثثهم
سروجا يمتطونها
ليكونوا أبطالا من ورق .
نحن نتيمم الطريق
و نعتصر فاكهة البكاء
لنؤدي صلاة البلاد ؛...