تمثل مجموعة نصوص "دموع كثيرة لعيد واحد" للشاعر والكاتب اليمني ﻣﻌﺎﺫ حميد ﺍﻟﺴﻤﻌﻲ مرحلة متقدمة من اشتغاله الشعري، وتشتغل النصوص بوضوح وخصوصية تعبيرية طافحة، لم يلامسها شعراء جيله، ما يمنح نصوصه التفرد ونكهة المغايرة. وتعكس نصوص معاذ السمعي نموذجاً فريداً من خلال ارتباطها بالواقع وبناء علاقتها...
لم أكن نبيا
المعجزات كانت تحتشد جميعها في جيب شيطان في الجهة المقابلة
الجهة المقابلة كانت نحن
جميعنا جذوة النار
عرضة للريح
مدنٌ يخذلها الماء
الماء أكثر قسوة من اللهب
اللهب ينساب تحت أقدام البسطاء كبساط سحري
لم يعد من جسد الجنية التي واعدت آلهة الرقص
غير خصر متفحم ورماد يعوي.
أنا في البيت...
أخذت أتمتم بكلماتٍ وأسرد أحداثا ليس لها صلة بكل تساؤلاتك ، وليس لها أية علاقة بي أيضا,
لطالما سمعتها ولم أدرك معناها ,
غالب الظن أنها تلك اللغة الحميمة بين شفتي وأعقاب سجائري لكنها بصوت مسموع هذه المرة..
هكذا تخلصت من سطوة عطرك ربما ،
أو هكذا تظاهرت..!
لكن احتكاكك بي، وأنا أحاول إقناعك أني...
لا أدري كيف،
ولا من أين أبدأ حديثي اليك يا بلقيس ؟
ما كان ليجدر أن أفعل ذلك حسب.... العامة
وأنتقي لنفسي سقوطا يليق بتطاير العبارات البراقة والتحايا أللامعة في قوائم الاتيكيت المتداول ،
فمن حيث كونك الطيب الذي ترتكز عليه رئة الوقت،
لا يجدر بي أن أقول لك
- طابت أوقاتك. .!!
وكما يصعب أن...
مياه زرقاء
وأدمغة زرقاء
وأخاديد مالحة.
كدوائر البسكويت
نغمس هشاشتنا في البحر.خيباتنا..
نصطاد أحاديثنا منه ..!!!
تقزم البحر ونحن.....
••••
للبحر أن يتخلى الآن عن ٱبوته
الباطلة
ويعتق ما تبقى من سلالة الكلام،
ولك أن تتخلى عن تقاسيمك القديمة
وتركض عاريا في الشمس،
أن تفلت لسانك في النص،...
لقلبي مدينة واحدة قبلك يا بلقيس،
وكان الله يسكنها
وكنت أتودد إليه كثيرا
وكان بدوره يقوم بتشذيبي
من زوائد الحياة
ويصطفيني بالكثير
من المنح التي تخول لي الحق
المطلق في ترتيب الماء
وإدارة التفاصيل الصغيرة،
كالمخاطرة بالشمس
لتحفيز شتيلة في عمق الغابة تحلم أن تصير
شجرة،
كنحر قصيدة
فوق عنق الغيم...
أود لو أكتب
نصا
لا تهزمني فيه رائحة
البارود
ولا تأكلني فيه الشوارع والليالي
الباردة،
نصا
ولو لمرة واحدة في عمر
أناملي
الأطول
من فهقة مساء على الحائط،
نصا
بماء الورد يسقطني گـ"جين" متفرد
لجنس الناي
وأسلاف الموسيقى.
مللت....
مللت الكتابة بالدم والدمع
ومللت هزائمي.
-
أود لو أكتب
نصا
واحدا يا...
أنا لم ٱخلق بعد،
فلماذا أخشى
الموت،؟
المرة الوحيدة
التي حاولت فيها الخروج من العدم
كانت من نصيب امرأة مصابة بمتلازمة
"اكترودكتايلي"
بكلتا يديها
بينما أكملت أنا إحداهما بثقتي
راحت تكمل يدها الٱخرى بالفقرة الوحيدة
على ظهري.
بعض التجارب موجعة كالطعنات أيضا،
******
المدى أقصر مني
والٱفق لا يتجاوز...
1
أما بعد
أنت مفرغ وفارغ تماما
تماما بلا عمل ،
فقط تتعلم السير على الحبال
لأن الأرض تشتعل
وتتحرش بقنابل الفتيات الموقوتة في منتصف المساء
لأنك لا تجيد السباحة في النهر
فلا تحاول أن تواري لعنة القبيلة المطوية على فروة رأسك
بقبعات السحرة والمهرجين
فأنت مجرد شاعر يغرق بشبر من العاطفة
ويختبئ...