لم تنتظره يوما
إقتحم الصمت
وفكّ الشفرة
قرأ الحيرة
ومسح الحزن
وعانق الروح و الفكرة
فهم الطيبة
وحلّ لغز الخوف و الريبة
إحتضن القلب و العقل
وعشق صفاء السريرة
ثمْن الحلم و أنار السبيل
لم يفرض قوانين عشقه
قال كوني كما أنتِ
فقد ملكتِ مني فؤادا
وأسرتِ مني جندا
يحرس قلاعي
و فضحتِ أسرار إعتلالي...
عندما تكبر يا صغيري
سأخبرك
عن خرافات أجدادك
وهزائم قبيلتك
عن خطايا الراحلين
وخلود العابرين
عن سنابل القمح التي لم تحصد
و حلم من رماد العمر يطفح
فإني رغم الفقد ألقاك
ورغم الوجع أراك
فلا عبورالأعوام أضنانا
ولا دروب الإنتظار أنهكتنا
على قارعة محطات الإهمال
ألفت عيناي طيفك الصغيرالباهت
فإن إستحالت...
أغرق في ذكراك
فتزورني ضحكاتك
التي تملأ المكان
وأحاديث منتصف الليل
عن قصة نشوء الإنسان
عن الأديان والأوطان
عن عواصم الشرق الحزينة
حبيبي هل تذكر
لعبة السؤال والجواب
تتلوها مزحة شقية
وقبلة شهية
وميلاد قصيدة
تروي قصة عشق فريدة
وتحفظ عهدا
وتخفي سرنا الأكبر
أيها الغائب الحاضر
ما عادت خارطة المكان...
كانت تعبر وادي الأهوال
ببراءة الأطفال
بأضغاث حلم
وبإصرار الثوار
لم تكن وحيدة
كان في ثنايا الروح يحرسها
يرافقها كنبي مجهول
يسابق نبضها ويعد أنفاسها
ويرمي بعصاه السحرية
فتنحني الجبال ساجدة
وتستحيل الصحاري سهولا وغابات
كانت تحمل حلما وفكرة وكتابا
ورجع صدى أحزان عتاة
وكانت عيناه واحة سلام وأمان...