لا داعي للنظر إلى موطئ القدم، فالذي أمام عينيك يشعرك بالغواية ، يأخذ بك إلى ما بعد النظر، يأسرك تشكل الأمواج، تقترب أكثر تجاه الشاطئ، تداعب الرمال رجليك في نعومة، علمها البحر احتضان الوجود، لم تعد تدري كم مر عليك بالمكان، العمر هنا امتداد أسطوري ، لا فرق بينك وبين الإنسان الأول، عناق الطبيعة...
حدجته بنظرة و قد حملق في النهدين البارزين عمدا ، لما أن انحنت النادلة التي لطخت وجهها بعناية ، واضعة المشروب و ورق الحساب على الطاولة المنخفضة جدا لأجل ذاك.
و كان موعدهما بعد أن التقاها في مكتب الضمان الاجتماعي ذات حزن يعلو هامته ، لما أن قطبت ثم نظرت متفحصة وثائق التعويض :
رحمها الله
مفتعلة...
نهد لبكر عن يمينك يصنعه الرمل، وليس ببعيد عنه كثيب آخر لثيب، وستمر مستقيما في الوسط بين المترهلين من صدرها ، و كنت استنفذت قبلا عوالمك بعد أن حل الهواء حيز البنزين في سيارتك ، فتركتها و ما جاوزت بعد الشلال المنحدر على خصر الصخر كخيوط فاتنة تكشف على ردفي راقصة تسكنها لحظة المتعة ، ثم الحافلة...