عثمان الموصلي
عثمان بن عبدالله بن فتحي الموصلي.
1854 - 1923 م
ولد في مدينة الموصل، وتوفي في بغداد.
عاش في العراق وإستانبول والقاهرة ودمشق.
فقد والده، وكفَّ بصره في بداية حياته. حفظ القرآن الكريم، ثم تلقى مبادئ الموسيقى والألحان، وعلوم العربية على يد علماء عصره، ثم انتقل إلى بغداد فتعرف إلى أدبائها واتصل برجالها وعلمائها فأخذ عن كثير منهم: ثم عاد إلى الموصل بعد عشرين عامًا فاتصل بمحمد ابن الحاج حسن وتلقى عنه القراءات السبع فأتقنها ونال
الإجازة فيها، ولازم محمد بن جرجيس الموصلي النوري فقرأ القرآن الكريم في مجلسه.
سافر إلى إستانبول فخصصت له الدولة العثمانية راتبًا وأصبح من مقرئي مسجد آياصوفيا، وصارت له مكانة كبرى بين رجالها البارزين وعلى رأسهم السلطان عبدالحميد ورئيس المولوية الصوفية أبوالهدى الصيادي، وفي إستانبول أتم القراءات العشر، ثم قصد مصر وأقام فيها (1895 - 1900) أسس خلالها مجلة (المعارف)، واتصل
بعلمائها وعلى رأسهم: شيخ الإسلام محمد العباسي المهدي، وشيخ قراء مصر محمد رفعت، كما اتصل بالمولوية وتزيا بزيهم، ثم عاد إلى إستانبول وافتتح مكتبة لبيع الكتب، وعمل مدرسًا للموسيقى في إحدى مدارسها.
أوفده السلطان عبدالحميد الثاني للدعوة له في دمشق (1906) فاتصل برجالها ووجهائها، وأسس المدرسة المقامية المولوية المتخصصة بالإنشاد الديني، وشارك
في الاحتفالات الرسمية بافتتاح خط سكة حديد الحجاز (1908)، وسافر فيه لأداء فريضة الحج (1909)، ثم عاد إلى إستانبول ومنها إلى وطنه مرورًا بالشام التي قضى فيها ثلاث سنوات (1911 - 1913) حيث تتلمذ على يديه هناك الفنان المصري سيد درويش.
استقر مدة في الموصل قبل أن ينقل نشاطه إلى بغداد (1914)، فتوطدت صلته بأهلها واتصل بعلمائها ومن أشهرهم: عبدالوهاب النائب، ومحمود شكري الآلوسي، ثم
اختير شيخًا لقرائها، وكان له دور فعال في إشعال الثورة ضد الاحتلال (1920) حتى تشكلت الحكومة العراقية (1921)، وكرمه الملك فيصل بزيارته في غرفته بالجامع (1922) مما كان له أثره الكبير في شيخوخته.
الإنتاج الشعري:
- له ديوانان هما: «المراثي الموصلية في العلماء المصرية» - القاهرة 115هـ/ 1897م، و«الأبكار الحسان في مدح سيد الأكوان» (ط5) - بغداد 1332هـ/ 1913م، ومجموع شعري بمقدمة نثرية: «سعادة الدارين» - إستانبول 118هـ/ 1900م، وتشير المصادر إلى قصائد له نشرت في مجلة المعارف التي أصدرها في القاهرة، كما شطَّر وخمَّس عددًا من قصائد المديح النبوي التي برع في إنشادها.
الأعمال الأخرى:
- اهتم بنشر تراث سابقيه ومن ذلك كتاب: «الطراز المذهب في الأدب» لأبي الثناء الآلوسي 113هـ/ 1895م، وكتاب: «خواتم الحكم» لعلي دده - القاهرة 114هـ/ 1896م، وحقق ديوان: «الترياق الفاروقي» لعبدالباقي العمري، مستكملاً نقصه من محفوظاته.
غلب على شعره التصوف والزهد، وقد برع في التأريخ الشعري، ونظم في الموشحات للمولد النبوي، والتخميس لقصائد السابقين والمعاصرين، وخاصة ابن النحوي
وابن دريد وابن الخياط الدمشقي وعبدالباقي العمري، والتضمين، ومن ذلك قصيدته التي يضمنها أسماء سور القرآن الكريم مرتبة، أفاد من الموسيقا والغناء في اعتماده اللغة القادرة على الوصول إلى متلقيه، كما أفاد من أسلوب الإلقاء والتعبير الذي يجسد معنى الكلمة بصورة الموسيقى والغناء.
أهداه السلطان العثماني عبدالحميد الثاني عصا فضية بداخلها سيف، كما أهداه شريف مكة (الحسين بن علي) سيفًا من سيوفه الخاصة.
أقيم له تمثال أمام محطة قطار الموصل (نحته الفنان فوزي إسماعيل).
أنتج التلفزيون العراقي مسلسلاً دراميًا عن حياته (1988).
مصادر الدراسة:
1 - أدهم الجندي: أعلام الأدب والفن - مطبعة مجلة صوت سورية - دمشق 1954.
2 - حميد المطبعي: موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين - دار الشؤون الثقافية - بغداد 1995.
3 - خيرالدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
4 - عادل البكري: عثمان الموصلي الموسيقار الشاعر المتصوف - مطبعة العاني - بغداد 1966.
: مع عثمان الموصلي في فنه وعبقريته - مطبعة الجمهورية - بغداد 1973.
5 - محمود شكري الآلوسي: المسك الأذفر في نشر مزايا القرن الثاني والثالث عشر - تحقيق: عبدالله الجبوري - دار العلوم - الرياض 1982.
6 - الموسوعة العربية الميسرة - مؤسسة فرانكلين - القاهرة 1965.
7 - مير بصري: أعلام الأدب في العراق - دار الحكمة - لندن 1994.
8 - الدوريات:
- إسماعيل فرج: مجلة الجزيرة الموصلية - المجلد الثاني 1947.
- عبداللطيف ثنيان: مجلة لغة العرب - بغداد - (ع6) 1926.
- محمد الهاشمي: مجلة اليقين - بغداد - 16/1923.
- محمد بهجة الأثري: مجلة لغة العرب - بغداد - (ع5) 1926.
عثمان بن عبدالله بن فتحي الموصلي.
1854 - 1923 م
ولد في مدينة الموصل، وتوفي في بغداد.
عاش في العراق وإستانبول والقاهرة ودمشق.
فقد والده، وكفَّ بصره في بداية حياته. حفظ القرآن الكريم، ثم تلقى مبادئ الموسيقى والألحان، وعلوم العربية على يد علماء عصره، ثم انتقل إلى بغداد فتعرف إلى أدبائها واتصل برجالها وعلمائها فأخذ عن كثير منهم: ثم عاد إلى الموصل بعد عشرين عامًا فاتصل بمحمد ابن الحاج حسن وتلقى عنه القراءات السبع فأتقنها ونال
الإجازة فيها، ولازم محمد بن جرجيس الموصلي النوري فقرأ القرآن الكريم في مجلسه.
سافر إلى إستانبول فخصصت له الدولة العثمانية راتبًا وأصبح من مقرئي مسجد آياصوفيا، وصارت له مكانة كبرى بين رجالها البارزين وعلى رأسهم السلطان عبدالحميد ورئيس المولوية الصوفية أبوالهدى الصيادي، وفي إستانبول أتم القراءات العشر، ثم قصد مصر وأقام فيها (1895 - 1900) أسس خلالها مجلة (المعارف)، واتصل
بعلمائها وعلى رأسهم: شيخ الإسلام محمد العباسي المهدي، وشيخ قراء مصر محمد رفعت، كما اتصل بالمولوية وتزيا بزيهم، ثم عاد إلى إستانبول وافتتح مكتبة لبيع الكتب، وعمل مدرسًا للموسيقى في إحدى مدارسها.
أوفده السلطان عبدالحميد الثاني للدعوة له في دمشق (1906) فاتصل برجالها ووجهائها، وأسس المدرسة المقامية المولوية المتخصصة بالإنشاد الديني، وشارك
في الاحتفالات الرسمية بافتتاح خط سكة حديد الحجاز (1908)، وسافر فيه لأداء فريضة الحج (1909)، ثم عاد إلى إستانبول ومنها إلى وطنه مرورًا بالشام التي قضى فيها ثلاث سنوات (1911 - 1913) حيث تتلمذ على يديه هناك الفنان المصري سيد درويش.
استقر مدة في الموصل قبل أن ينقل نشاطه إلى بغداد (1914)، فتوطدت صلته بأهلها واتصل بعلمائها ومن أشهرهم: عبدالوهاب النائب، ومحمود شكري الآلوسي، ثم
اختير شيخًا لقرائها، وكان له دور فعال في إشعال الثورة ضد الاحتلال (1920) حتى تشكلت الحكومة العراقية (1921)، وكرمه الملك فيصل بزيارته في غرفته بالجامع (1922) مما كان له أثره الكبير في شيخوخته.
الإنتاج الشعري:
- له ديوانان هما: «المراثي الموصلية في العلماء المصرية» - القاهرة 115هـ/ 1897م، و«الأبكار الحسان في مدح سيد الأكوان» (ط5) - بغداد 1332هـ/ 1913م، ومجموع شعري بمقدمة نثرية: «سعادة الدارين» - إستانبول 118هـ/ 1900م، وتشير المصادر إلى قصائد له نشرت في مجلة المعارف التي أصدرها في القاهرة، كما شطَّر وخمَّس عددًا من قصائد المديح النبوي التي برع في إنشادها.
الأعمال الأخرى:
- اهتم بنشر تراث سابقيه ومن ذلك كتاب: «الطراز المذهب في الأدب» لأبي الثناء الآلوسي 113هـ/ 1895م، وكتاب: «خواتم الحكم» لعلي دده - القاهرة 114هـ/ 1896م، وحقق ديوان: «الترياق الفاروقي» لعبدالباقي العمري، مستكملاً نقصه من محفوظاته.
غلب على شعره التصوف والزهد، وقد برع في التأريخ الشعري، ونظم في الموشحات للمولد النبوي، والتخميس لقصائد السابقين والمعاصرين، وخاصة ابن النحوي
وابن دريد وابن الخياط الدمشقي وعبدالباقي العمري، والتضمين، ومن ذلك قصيدته التي يضمنها أسماء سور القرآن الكريم مرتبة، أفاد من الموسيقا والغناء في اعتماده اللغة القادرة على الوصول إلى متلقيه، كما أفاد من أسلوب الإلقاء والتعبير الذي يجسد معنى الكلمة بصورة الموسيقى والغناء.
أهداه السلطان العثماني عبدالحميد الثاني عصا فضية بداخلها سيف، كما أهداه شريف مكة (الحسين بن علي) سيفًا من سيوفه الخاصة.
أقيم له تمثال أمام محطة قطار الموصل (نحته الفنان فوزي إسماعيل).
أنتج التلفزيون العراقي مسلسلاً دراميًا عن حياته (1988).
مصادر الدراسة:
1 - أدهم الجندي: أعلام الأدب والفن - مطبعة مجلة صوت سورية - دمشق 1954.
2 - حميد المطبعي: موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين - دار الشؤون الثقافية - بغداد 1995.
3 - خيرالدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
4 - عادل البكري: عثمان الموصلي الموسيقار الشاعر المتصوف - مطبعة العاني - بغداد 1966.
: مع عثمان الموصلي في فنه وعبقريته - مطبعة الجمهورية - بغداد 1973.
5 - محمود شكري الآلوسي: المسك الأذفر في نشر مزايا القرن الثاني والثالث عشر - تحقيق: عبدالله الجبوري - دار العلوم - الرياض 1982.
6 - الموسوعة العربية الميسرة - مؤسسة فرانكلين - القاهرة 1965.
7 - مير بصري: أعلام الأدب في العراق - دار الحكمة - لندن 1994.
8 - الدوريات:
- إسماعيل فرج: مجلة الجزيرة الموصلية - المجلد الثاني 1947.
- عبداللطيف ثنيان: مجلة لغة العرب - بغداد - (ع6) 1926.
- محمد الهاشمي: مجلة اليقين - بغداد - 16/1923.
- محمد بهجة الأثري: مجلة لغة العرب - بغداد - (ع5) 1926.