أستحضركِ
كقصيدة شعر
تُخْبي
لهيب ناري،
تلكَ المُغتربة
بين فيافي أضلعي
قافيتها
زمردة
تَبْلُجُ
خاتم سليمان
أستحضركِ
كَتَمَرُّدِ الزوابع
يتمزق شراعي
تُضَلِّلُني بوصلتي
وأتيه
بين خُلَّتي وولهي
و صبابتي ووجدي
وأردّد
أغنية السفر البعيد
في يم اشتياقي
أستحضركِ
كنصٍّ صوفي
خَطَّتْهُ
أشعّة شمس التبريزي...
صندلي البلاستيكي القديم
ذاك المخروم ك"الرّيال الحسني"
ذو اللون الواجم
ذاك المتشرّد،
الشارد،
الهائم،
الضالّ...
رفيق طفولتي المعفّرة بالتراب،
عاشق بِرَك الماء الآسنة،
واطئ خِراء كل الكائنات
صندلي البلاستيكي القديم
ذاك الذي الْتذّ شكاسة يد أمي
كي يُرقِّش جثتي بخرائط الجحيم
ويشْهَدَ على استدماع...
لم يعد باخوس يكْرَع من خمرته المعتّقة،
تلك التي تحاكي دمي المدنّس بطهارة البغايا
هو
ها هنا،
يكسّر أقداحه الحجرية
بحيطان بكائية تتفتّت كقلب مكسور
يترنّح
صحوا
متأملا
متألما
واهنا
مَكْلُوما
ما عاد ينظر للشّمس
تلك التي طوت أشعتها المترهّلة
وغادرتْ دون وداع سماء ملبدة بحزن شعراء مدانين بعزلة سرمدية...
وَالْآن
وقد تمادت تأوهاتي
في غيّها
كشجرة السِّكويا
قررتُ
وأنا في كامل قواي الحُمْقية
أن أفرغ ذاكرتي
من كل اللغات،
من الحروف الملموسة في كتابة "برايل"
ومن كل الإشارات
وأزهَد عن صورة العذراء
وثوبها الوردي المزدان بدم المجون
وخيال ناي مُحْدَوْدَبٍ
مدان بالإعدام
وورقة توت
تحمل تاريخا ممسوخا للقردة...