نامَ الخليُّ وما أُحسّ رُقادي
والهمُّ مُحتَضرٌ لَدَي وِبادي
من غير ما سَقمٍ ولكن شفّني
همٌّ أراهُ قد أصابَ فؤادي
وَمن الحوادث لا أبالك أنني
ضُربت عليَّ الأرضُ بالأسدادِ
لا أهتدي فيها لِموضع تَلعَةٍ
بينَ العراق وبين أرض مُرادِ
ولقد علمتُ سِوى الذي نبأتِنى
أنَّ السبيلَ سبيلُ ذي الأعوادِ
إن...
ألا حيّ سلمى في الخليط المُفارق
وألمم بها أن جدَّ بين الحزائِق
وما خفت منها البين حتى رأيتها
علا غيرها في الصبح أصوات سائِق
تجنبن خروبا وهن جوازع
على طيه يعدلن رمل الصعافِق
سنلقاك يوماً والركاب ذواقن
بنعمان أو يلقاك يوم التحالِق
وتشفي فؤادي نظرة من لقائها
وقلّت متاعاً من لُبانة عاشِق
ألا إن سلمى...
هَل بالمنازِل إن كلّمتها خَرسُ
أم ما بيانُ أثاف بينَها قَبَسُ
كالكُحل أسودَ لأياً ما تكلمنا
مما عفاه سحابُ الصَيّف الرجسُ
جَرَّت بِها الهَيف أذيالاً مظاهرة
كما تجرُّ ثيابَ الفُوَّة العُّرُسُ
والمالِكيّة قد قالت حكمت وقد
تشقى بك الناقة الوجناء والفرسُ
فقلتُ إن أستفد حلماً وتجربةً
فقد تَردد فيكَ...
أبينت رسم الدار أم لم تُبينِ
لسلمى عفَت بين الكلاب وتيمنِ
كأن بقايا رسمها بعد ما حلت
لكالريح منها عن محلّ مُدَمنِ
مجالس إيسارٍ وملعبُ سامرٍ
وموقد نار عهدها غير مزمنِ
سطورُ يهوديين في مُهرقيهما
مجيدين من تيماء أو أهل مدينِ
فدمعك إِلا ما كففت غُروبَه
كوالفِ بال من مزاد وميّنِ
بكاء عليها كل صيف...
صَحا سكرٌ منه طويل بزينَبا
تَعاقَبهُ لما استبانَ وَجرّبا
وأحكمهُ شيبُ القَذالِ عن الصبا
فكيف تصابيه وقد صارَ أَشيبا
وَكان لهُ فيما أفادَ حلائِلٌ
عَجَلنَ إذا لاقينهُ قُلنَ مرحبا
فأصبحنَ لا يسألنه عن بما به
أصعَّدَ في عُلو الهوى أم تصوَّبا
طوامحُ بالأبصار عنه كأنما
يَرينَ عليه جُلَّ أدهمَ أجرَبا...