قحطان عدنان السوداني

كلما رأينا الصحن الفخاري أُخرج من مخبئه ، وانثيال رائحة بتنا نميزها ، نتيقن بإن احتفالية ستكون في المكان، هي احتفالية أوطقس سنمارسه في رحاب غرفة جدتي، التي بين يديها نضع رؤوسنا كأي مريد يضع رأسه بين يدي شيخه طامعا بالبركات ، وقبل توزيع بركاتها تضحك شيختنا وهي ترى وصلة لإطلاق شعفاتنا في...
كلما تواريا خلف الباب ، أنام متكورا معطيا وجهي للحائط في الحجرة الجانبية ، وحتى لاأسمع حسيسهما ، أصم أذني بسبابتي .لكن تناهى لسمعي في مرة قول أمي ، صار الولد يفقه الأشياء أكثر ، دع الباب مفتوحا لحين نومه ..خرج ممتعضا رمقني شزرا ، ولم يمسد على رأسي كما في كل مرة عندما يفتح المزلاج ذاهبا...
ما إن يغلق الباب تتساقط الأقنعة، وعلى الأَسرة تتساقط قناعاتي بهم. للزيت فعله السحري، فما إن تتزحلق يداي على ظهورهم، تتزحلق معها ألسنتهم، وكأنها هي غيرها من كانت أَحد من شفرة السيف وهم يتحدثون عبر التلفاز..متناقضات الأمور من موجبات الأجواء، هكذا بررت لهم.. لكن ماذا يعنيني بهم؟!،طالما أنا وحقيبتي...
جمعنا مقعدان متجاوران في طائرة. إنتبهت لها!! تقرأني!! يالصدفة أحالت الخيال واقعا..أنا بين يديها، و نفسي أنا في المقعد المجاور!! .ياله من شعور حين وجدت نفسي في السماء، والجميلة تستمتع بي من الجلاد إلى الجلاد ، شعور أنتج هرمونا لم يكتشفه العلماء من قبل، وليس له تسمية بعد، هوإختراع اللحظة...
دائما ما يأخذ جانب الطرقات، متحاشيا ألا يعترضه أحد، فهو يريد لروحه والجسد أن ينفردا بفضاءات بلا ضجيج ومزاحمة،سالكا الدروب الخالية كمسارات يقطعها على غير هدى، فطالما هناك أمتدادا في الشوارع يكون حيز رحلته اليومية، التي تنتهي مساءً عند حائط جامع أو جذع شجرة وارفة يُتكئ ظهره لحين أنبلاج الفجر،...
في كل مرة ، كانوا يستبدلون فيها غلافي الخارجي الذي لم يمنعني من التجسسِ على الكثير من الرؤوس، كنت أدرك ، ما أن يتوسدني رأس احدهم ،مقدارَ الهمّ الممتلئ به، وكم يحمل من الأحلام.. كنت أستغرب كثيرا من تلك التناقضات في لحظات صراع أفكارهم وأضحك لسذاجة أحلامهم البسيطة.. وكوني مُستخدَمة في فندق تكاد...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى