أبو المخشي عاصم بن زيد بن يحيى بن حنظلة بن علقمة بن عبدي بن زيد بن عدي العبادي، أبو المخشي، شاعر الأندلس في زمانه؛ كان خبيث اللسان، كثير الهجاء، وهو الذي قطع هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان لسانه لأنه عرض به في قصيدة مدح بها أخاه أيوب المعروف بالشامي، وكان بين الأخوين تباعد مفرط، والبيت الذي عرض به فيه قوله:
وليس كمن إذا ما سيل عرفا
يقلب مقلة فيها اعورار
وكان هشام في إحدى عينيه نكتة بياض، كما كان جد أبيه هشام بن عبد الملك. ثم اتفق لأبي المخشي المذكور أن مدح هشاما، ووفد عليه إلى ماردة، وهو يومئذ يتولى حربها لأبيه، فلما مثل بين يديه قال: يا عاصم، إن النساء اللاتي هجوتهن لمعاداة أولادهن وهتكت أستارهن قد دعون عليك فاستجاب الله لهن، وبعث عليك مني من يدرك منك بثأرهن وينتقم لهن، ثم أمر به فقطع لسانه، ثم نبت بعد ذلك وتكلم به.
قال ابن ظافر في بدائع البدائه: كان مالك رضي الله عنه يرى فيمن قطع لسان رجل عمدا بقطع لسانه من غير انتظار، ثم رجع لما انتهت إليه قصة أبي المخشي وأنه نبت لسانه بعد أن قطع بمقدار سنة، فقال: قد ثبت عندي أن رجلا بالأندلس نبت لسانه بعد أن قطع في نحو هذه المدة؛ انتهى.
وكان أبو المخشي هذا يسكن بوادي شوش، وكان بينه وبين ابن هبيرة مهاجاة شديدة
وليس كمن إذا ما سيل عرفا
يقلب مقلة فيها اعورار
وكان هشام في إحدى عينيه نكتة بياض، كما كان جد أبيه هشام بن عبد الملك. ثم اتفق لأبي المخشي المذكور أن مدح هشاما، ووفد عليه إلى ماردة، وهو يومئذ يتولى حربها لأبيه، فلما مثل بين يديه قال: يا عاصم، إن النساء اللاتي هجوتهن لمعاداة أولادهن وهتكت أستارهن قد دعون عليك فاستجاب الله لهن، وبعث عليك مني من يدرك منك بثأرهن وينتقم لهن، ثم أمر به فقطع لسانه، ثم نبت بعد ذلك وتكلم به.
قال ابن ظافر في بدائع البدائه: كان مالك رضي الله عنه يرى فيمن قطع لسان رجل عمدا بقطع لسانه من غير انتظار، ثم رجع لما انتهت إليه قصة أبي المخشي وأنه نبت لسانه بعد أن قطع بمقدار سنة، فقال: قد ثبت عندي أن رجلا بالأندلس نبت لسانه بعد أن قطع في نحو هذه المدة؛ انتهى.
وكان أبو المخشي هذا يسكن بوادي شوش، وكان بينه وبين ابن هبيرة مهاجاة شديدة