الحلقة الأولى
مر بخفة بجسده النحيل و بنيته الضعيفة من بين الوقوف على محطة الأتوبيس و قفز قفزة رشيقة ليتعلق بعتبته ثم انزلق بين الركاب حتى وصل إلى موضع يستطيع فيه أن يمسك إحدى المقابض المعدنية كي يثبت نفسه و يتفادي الوقوع أثناء حركة الأتوبيس، لا مجال للجلوس فجميع المقاعد مشغولة و الركاب متربصين...
لم يُلق أبداً حذاءً قديما، جداله الدائم مع زوجته حول كوم الأحذية التي تلِفت و تنقرت نعالها و تآكل جلدها، كانت الغرفة الصغيرة التي يسكناها لا تتسع إلا لسرير و دولاب متهالك و طاولة عليها بوتاجاز مسطح و بعض الآنية معلقة بمسامير فوقها .
احتل هو أسفل الطاولة بأحذيته، كنزه الثمين كما يقول و زوجته تخبط...