تجافت جنباتي عن المضجع ، قمت فتوضأت ثم صليت ماقدر لي ربي من صلوات ثم أخذت كتابا أتصفح فيه
السكون يخيم على الدنيا، قطرات المطر تحط على زجاج الغرفة فتصنع صوتا بوتيرة واحدة مما أعطاني شكلا من أشكال الوَنس، ظللت على تلك الحالة حتى اخترق أذنيّ رنين آخر غير صوت القطرات المتساقطة، أنصت مليا فسمعت...
هو الوحيد الذي تأخذ حريتها معه وهو يفسح المجال لتفعل، ما يحلو لها.. تشعل سيجارة وتنفثها وتتلاعب بدخانها وتصنعه دوائر في الهواء وهو يتأملها وقد غمره عطرها الرائق الذي تضعه باعثاً فيه نشوة تدور برأسه ساحبة إياه إلي شهب السماء ونجومها فهي قمره الذي يريد أن يطأ أرضه ولكنه ليس (جاجارين) فمازال علي...
ناهد شردت في كلام زوجها لها
عيونك ذابلة... الهالات السوداء ملأت اسفل عينيكِ... الترهل زحف لكل جسمك، الافخاذ والارداف... ما الذي دهاك حتي تتركي حواجبكِ كثة وشعيرات تتناثر في خدّيكِ... حتي مزيل العرق لا تستخدمينه...
هرعت الي المرآه تفحصت وجهها وتأملت قدها وتشممت رائحة جسمها.... لم تلاحظ تغيراً...