عن أمّ سعيد…
التي أهدت حصيرًا للجامع الكبير
ودستة شمع للكنيسة
لأنّ الله أطعم سعيدًا بنتًا
بعد زيجتين وطلاق وحيد
وعملية حقن فاشلة
وما لا يُحصى من زيارات
لأولياء وقدّيسين
حين ضاعت عنزتُها
رفض شيخ الجامع
أن يُنادى عليها
في ميكرفون المسجد
وقال: هذا لايجوز
وهي لم تفهم
كيف لا يجوز؟!
القسيس قال لها:
لا...
(في رثاء أكثر من خمسين مصنعًا
أُغلقت وشُرد عمالها عقب القرارات
الإقتصادية الأخيرة؛ فيما سُمّي بالخميس الأسود)
هو سيّد الأفرشة
وربُّ الطّنافس
العابرُ في نسغ العصور
والشاهدُ الحيّ
على رحلة البشريّة
من الحلفاء إلى البلاستيك…
هو السّلعة الأولى
يُفضّله الفقراء
ويستملحهُ الأغنياء
صديقُ...
انتصر المماليك..
انتصروا على مدافع نابليون وعلى مطبعته
انتصروا على مذبحة القلعة
انتصروا بالسيف المطعم بالذهب
بأزهر السلاجقة والطاعون
كانوا الجَلب المُغامر
ولم نكن أصلاء، بما يكفي، لنجالدهم
كانت خيولنا مريضة وهم آكلو خيول
نحن الآن أشباحٌ مصلوبةٌ على أبواب القاهرة
تعبر من تحتها كتائب المماليك...
قالت بنتٌ
( أعمى الضوء الباهرُ عينيها):
يا الله
لِمَ لا يتخيلك الكهنة رومانسيًّا؟
وبكى طفلٌ (فوق العتبة):
سامحني، لم أجدك؛
كان الجامعُ متسعًا جدًا
# 2
الكنيسة التي صارت مسجدًا
والمسجد الذي...