كعصفور صغير كانت كفى تهبط وسط يدها السمينة ونصعد السلم الخشبى؛
ترتكن على ساقيها ، ويهبط جرمها الكبير حتى تجلس القرفصاء ، ثم تمد يدها حيث تبيض الدجاجتان ، وعندما نعود ببيضتين ، تبتسم قائلة : الحمد لله
وتحشو لنا أمى رغيفين ساخنين بالبيض المقلى
وعندما أعود من المدرسة ويدى فى يد أخى الأصغر الذى...
الولد الذى رأيته فى حلمى يجرى نحو بوابة كبيرة من الحديد ووجدها مغلقة بالجنازير، يعلوها الغبار ، كأنها لم تفتح من زمن بعيد
هذا الولد كان يشبهنى أسقيته القليل من الماء البارد ، وأنمته ، بجوارى كان يلهو وسط حديقة واسعة، يمرح، تواتيه هواجس غريبة مثل تأخره عن المدرسة ، وأن عصا السيد المحترم ناظر...
يمكننا الآن أن نأخذ وقتا مستقطعا بين تهافت الحكايات وكؤوس الخمر المضروبة ، تلك التى تلعب بالرؤوس ، حيث تئن الطاولات تحت لمبات بضوء خافت لمقاعد تزدحم بالعابرين ؛
ويمكننا أن نقدم إيضاحا هامشيا ، ربما يجذب السيد من وهاد التقوقع عندما نجمع ذلك الشتات داخل البرواز ، وندفع به إلى آفاق التجلى ، فالوحدة...
(1)
حين كانت برودة الصباح تغزو الأوصال وتفيق البيوت من نعاسها الليلى كان سائقو العربات وعاملو المزلقانات ورجال المرور يهشون النوم عن أحداقهم ويفتحون بصعوبة طريقا لهم وسط الشبورة الكاسية .
لم يذكر بالضبط متى بدأت عيناه ترقبان عقارب الساعة وهو يحاول الانفلات من إسارها ، ثم يجد نفسه فى الشارع...
لم يكن الصعود إلى هناك سهلاً
كان رغبة ملحة منذ الطفولة ، عمراً يفتح ذراعيه على الأفق ..حيث صباح جديد له رائحة النداوة .
هناك .. هناك في البعيد عند قمة الجبل :-
[ صعد صلاح الدين أعالى الجبل .. ثم اتخذ من القلعة حصناً وأمناً من غدر الخونة ]
يا ألله .. كم هو جميل أن تجتاز قدميَّ الحصى والرمال تنهال...
إنها الرغبة والاشتهاء ، الاصفاء والتجلي، انبعاث الروح من ألق الغواية، من رماد الحزن، من هسيس الاستبداد، والدم المتخثر، والنار والرعد؛
ينحت الشاعر لغته من طوايا نص صوفي ممتد، يفرد أشرعته ظلالا على قصائد ديوان سدرة الوصل شهوة الموصول (1)
يعتمد الشعر فى تجلياته على نحت لغوي خاص بكل شاعر يتمايز فى...
فى أغلب الأوقات التى نلتقى فيها أنا والزميل (أيمن) كنا نتبادل النكات، السؤال عما تفعله بنا الأيام، أخبار عياله، أحوال إخوته، أعرفهم جميعا.. منذ ثلاثين عاما.
تقاطيع وجهه، تفرض باستمرار حضور أمه لمخيلتى، كأن روحها (معششة) فى المكان.. الشبه بينهما كبير.
كانت المرحومة بمثابة (أم) لى، قبل ثلاثين...
إذا كان الفن رسالة تحوي عددا لا يحصى من الأسئلة المهمة التى تجوس فى خلجات الانسان بحثا عن ماهية الوجود وسر الحياة وتفرد الذات فالنص الأدبى يخلق ذلك المعادل الموضوعى عن واقع الانسان وعلاقته بذاته وبعالمه وهو ليس معنيا بالاجابة بقدر ما هو معني بالسؤال والاحتواء والتشكيل الفنى الجديد والجيد الذى...
أحد ما داخله ، ينبع من ركام ذكريات قديمة ، أم أحد ما بالفعل يدخل عالما مليئا بالسكون والوحشة .. صوت الموسيقى .. وآذان ديك .
من هناك ؟!! من هنا بداخلى .
لا أحد يجيب .. سوى الليل يسرى والذكريات التى تعبق حوله تدور كدخان منبعث من شيشة .
كان لابد أن يتحقق
وكانت الذكريات تتباعد للوراء آخذة طريقها...