سعد الياسري - أحوالُ المُشتهى السّبعةُ

الجَذبُ :
هذا المُكتنزُ بنبيذِ الصّلافةِ لي ؛
المُتفرِّسُ بالبداياتِ الخجولةِ مُلكٌ لِشغَفي ،
هذهِ الأسرارُ تنتظرُ فضْحها على مرْأىً منَ اليدينِ و النَّظرةِ الوقحةْ .

الحَياءُ :

ألمحُ كلَّ محمومٍ تجتهدُ قُمصانكِ – عبثًا - في كبْتهِ ؛
و أقرأُ تمائمَ التنُّورةِ على فخذيكِ بالتياعٍ مقدَّسٍ .
كلُّ انثناءةِ حَياءٍ لرقبتكِ تعني : افعلْ شيئًا ؛
تعالَ و رنِّمْ بالشَّهامةِ فوقي .. تعالَ !
كلُّ محاولةٍ لإخفاءِ ارتعاشِ شفتيكِ تعني : يا ربَّ هذا المرعى ؛ اقطفْني !
كلُّ غضبةٍ و تلويحٍ بالرَّحيلِ يعنيانِ : جائعةٌ .. جائعةٌ ؛ سأُجَنُّ .

الدَّلالُ :

بالقويِّ منَ الدَّلالِ أنضجْتكِ ؛
الشَّاماتُ قسيماتُ اللّذَّةِ العاريةِ .. عارياتٌ مثلكِ .
الحَلَمتانِ رهينتا التَّورُّدِ الصَّلبِ .. تتحدَّثانِ إليَّ بالشَّائقِ الشَّاقِّ :
هلْ أثرٌ على إهابِ النُّورِ غيرُ قواطعي تدعكُكِ بحنانٍ ؟
هلْ حرَّاسٌ غيرُ شفتيَّ تلثمانكِ بهِياجٍ ؟
هلْ قيدٌ غيرُ كفَّيَّ الشَّبقتينِ ؟
هلْ شهقةٌ في الغيبوبةِ القصوى إلاَّكِ كـ (فْرِيَّا) • تتوهَّجُ ؟

الخَدَرُ :

أكتبُ أسماءَ اشتهائيَ على الكتفينِ و المِحزمِ ؛
على الشَّقِّ الأثيرِ ،
على ظلِّ حمَّالةِ الصَّدرِ الغافي عندَ ظهركِ ،
على حدودِ سِروالكِ كافلِ الجمرِ و النَّدى ،
على مقامِ الأبيضِ المحضِ ،
فيما تتمرَّغينَ بالهوَسِ كثمرةِ جوزِ هندٍ أذعنتْ أخيرًا ..
مُقشَّرةً و مثقوبةً .. سيَّالةً بفحشِ الرَّغائبِ .
أكتبُني عندَ موسمِ الشَّهدِ ؛ راهبًا ينتظرُ البِشارةْ !

الشَّبَقُ :

أُرسي تحيَّتي الشَّديدةَ على الحقودينِ – نهديكِ – مُريبَيّ الطَّلَّةِ ،
على النَّاعسِ منْ ممشى العانةِ الحليقةِ أبدًا : لا زغبٌ يعيقُ السَّفرَ .
تتكوَّمينَ فوقَ مُلاءةِ الخَدَرِ .. فأقسِّمُ البلادَ :
للكامنِ في عزلتهِ .. لسادنِ النُّعومةِ : باطنُ الكفِّ ،
لجناحيّ الفراشةِ .. لرأسِ الحكمةِ النَّافرِ : اللِّسَانُ فقطْ !

الذَّروةُ :

ثمَّ صارَ كلُّ شيءٍ قصيدةً !
الآهةُ ، فحيحُكِ النَّهمُ ، مسامُّكِ ، منبعُ العرَقِ ،
لسانُكِ – السَّمكةُ الأنقلِيسُ - كصوفيٍّ في نشاطِ الرَّعشةِ ،
عيناكِ الدُّريَّتانِ تقولانِ كلَّ فاجرٍ و بذيءٍ ،
شفتاكِ تختصرانِ عفَّةَ البتولِ و جسارةَ المُومِسِ ،
لعابيَ ينسابُ في فمكِ كخيطٍ من اللَّهبِ و البَرَدِ ،
آثارُ صفعاتي على البضِّ المشاغبِ منْ رِدفيكِ المرتجَّينِ ..
كحبَّةِ كرزٍ على عجينٍ ؛ أفكِّرُ متى تتلاشى ؟
شَعرُكِ الملفوفُ – دورةً كاملةً – على كفِّيَ اليمنى ..
كلجامٍ يشدُّ فرسَ الدَّمِ الرَّاكضةِ ،
أصابعي السَّابحةُ في خمرِ فمكِ الرَّطبِ .. و لا تكتفينَ .
كلُّ شيءٍ – في خضمِّ الذَّروةِ – صارَ قصيدةً ..
ثمَّ إنَّني سمعتكِ تهجِسينَ :
لا تُقلعْ عنْ هذا ... و إلاَّ هجرتُكْ !

المُنتهى :

ما الَّذي لا يشبهُ الوقتَ إنْ لمْ يكنِ الآنَ ؟
ما الَّذي يشبهُ الرِّضا إنْ لمْ يكنْ هذا الشُّرودُ ؟
كلُّكِ ليِّنٌ و حيٌّ ؛
بربوضكِ حواسُّ الجحيمِ ،
بلهاثيَ النَّارُ الصَّافيةُ ،
رائحةُ الغريزةِ هيَ كلُّ ما تنفُثِينهُ في وجهيَ ،
أَ أفعى تقطنُ في فمكِ .. فطوَّقتِ القنديلَ ؟
أمْ طفلٌ يقطنُ في فمي فيمتصُّكِ .. يمتصُّكِ ؟
و فجأةً ؛ تنتابنا رعدةُ الماءِ الكافرةِ ...
لا عاصمَ اليومَ منَّا سوانا ؛ قُلنا معًا !
لَمْ ننتهِ إلاَّ لنبدأَ ؛ قُلنا معًا !
ليسَ ما نخصِفُ بهِ على العُرْيِ غيرُ بقيَّةٍ منْ جوعٍ ينمو ؛
ينمو و ينمو ...
ياااااهْ ؛ قُلنا معًا !
و انهمكنا – في قراءةِ الحمَّى - مِنْ جديدْ .. !!



• فْرِيَّا | Freyja : كما في الميثولوجيا الإسكندنافيةِ فهيَ ربَّةُ النّشوةِ المعبودةِ قَديمًا عندَ شعوبِ شمالِ أوربَّا ؛ و التي مثّلَتْ طاقَةَ الجنسِ . فيما كانتْ (فْرِيغْ | Frigg) تشيرُ إلى الخصبِ و الأمومةْ .
• نُشرت في صحيفة الغاوون اللّبنانيّة
عدد تمّوز | 2010

.
صورة مفقودة
 
أعلى