ابن معصوم المدني - أشارت من لها في الحسن شاره

أشارت من لها في الحسن شاره = فأفهمتِ الضَّميرَ من الإشارَة
وبشَّر طيفُها بالوَصل ليلاً = ووافاني يقول لك البشارة
مُهفهفة ُ القَوام إذا تثنَّتْ = ثنت قَدّاً تفرَّدَ بالنَّضارَة
لها خدٌّ تَسعَّرَ جلُّ ناري = به لمَّا أراني جُلَّنارَه
توق أخا الغرام رضاب فيها = فكم شقت حلاوتها مراره
وكم غرَّت بماضي مُقلتَيْها = مُعنّى ً حكَّمت فيه غِرارَه
وشبهَّت الحُسامَ به مَضاءً = فغار فشن في العشاق غاره
جرى ماء النعيم بوجنتيها = فزاحمه الجحيمُ فشبَّ نارَه
تُريكَ إذا بدت وَهْناً مَحيَّاً = يحاكي ليله ضوءاً نهاره
ولولا أنه قمرٌ تجلى = لما دار الخمار عليه داره
وتبدي حالتي وصلٍ وصدٍ = فتُحيي تارة ً وتُميتُ تارَه
سَكِرتُ بحبِّها من قبل سُكري = وما عاقرتُ من دَنٍّ عُقارَه
وقالوا حبُّها نارٌ تَلظَّى = لقد قاسوا وما قاسوا أواره
فأينَ النارُ منه ومِن لَظاهُ = وليس النار منه سوى شراره
وكم عاصيت فيها من نصوحٍ = أقال اللَّهُ من نُصحي عِثارَه
رأى هَجري ولم يَعلم لجهلٍ = بأن الهجر عقباه الزياره
وقاسمت العذول على هواها = فكان الربح لي وله الخساره


.
صورة مفقودة
 
أعلى