علوان حسين - منزل النهد البرتقالي

قرب شقتي شارع طويل وصغيريشبه نهر يسير وسط الأشجار
يسمونه شارع البرتقال . كثيرا مايحلو لي قطعه جيئة ً وذهابا
خصوصا ً في الشتاء وبعد المطر والشمس تتخلل الأشجار

البرتقال يتوهج وقطرات الماء العالقة بها تبدو براعم أو قل حلمات
إغتسلت بندى الصباح وسال منها حليب الإنوثة قانيا ً كالياقوت .
أطلقت على هذا الشارع أسما ً يناسبه وهو شارع النهد البرتقالي
أتخيل الآن كل شجرة مثقلة بأثداء تقطر عصير الإنوثة حلوا ً ومزا ً كالنبيذ
أبصر البرتقالة المتدلاة كنهد منتصب مليء ومكتنز بالشهوة , ذهبي يؤكل ولا يؤكل .
صرت أتخيل كل أنثى تمر من أمامي وهي تحمل فوق صدرها ثمرتي برتقال
صرت أرى كل شجرة برتقال أمرأة خضراء تحمل في غصونها أثداء ذهبية
أقشر برتقالة ناضجة بيدين حانيتين لأجلو لحمها الأبيض
الطري وهو يموج بحرية ٍ بين أصابعي
أقبض على النهد مأخوذا ً بإستدارته وعصارة الضوء في حلمته
لي في شارع النهد البرتقالي نساء بعدد أشجار البرتقال
ولي غابة الأثداء برتقالية زاهية بأنوثتها
لي في الصباحات أقمار تضيء طريقي
أشجار تبتسم لي كلما مررت قربها
نساء يتعرين لي وحدي
أحيهن بإنحناءة من رأسي وأواصل مسيري
مرات ترمي واحدة منهن نهدا ً في طريقي
أحيانا ً ترسل لي زهورا ً
أحيانا ً أخرى تنث فوق رأسي عطرا ً
وحين تعصف الريح مزمجرة ً
تزهر الأرض وينمو على كل شبر ٍ منها نهد نابت كالصخر
ولأني إتخذت من ذلك الشارع دربا ً أليفا ً لي
ولأن القانطين هنا لايأبهون بما تساقط من ثمار
صار لزاما ً علي ّ أن ألتقطها كما يفعل الفلاح تماما ً
حتى تمتلىء شقتي بأكياس البرتقال
نهارات كثيرة وأنا أرشف عصير الأثداء رشفا ً
ليال كثيرة تمر علي ّ وأنا أحلم بنساء بلون الذهب
الأثداء تملأ البيت , تزاحم الكتب واللوحات
حتى سريري صارت تفوح منه رائحة النساء
وبيتي صار منزل النهد البرتقالي .


.

صورة مفقودة
 
أعلى