يطالعنا كتاب العربي بنجلون، موضوع هذه الدراسة، بعنوان شيق: "أن تسافر"، يحمل هذا الأخير من الدلالات ما لا يمكن تحديده بالقراءة والتحليل، بل بممارسة السفر وركوب سبله، وتذوق لذته ومتعته واكتشاف العالم والناس والحضارات والأشياء...
والعنوان بمعناه المباشر دال على التنقل والترحال، ويحمل بذلك مؤشرات...
قال أبو العباس في كتابه ” أغلى الأنفاس في أخبار وأحوال الناس“: سافرنا، أنا والْخَليفة هارون الرشيد، إلى مكةَ الْمُكرّمة لنحُجَّ معا. وكنت ألازمه كظلِّه، لا أفارقه في حَلِّه وتَرْحالِه، إلا ليلا عندما يريد أن يَخْلُد للنوم!..وكان لايثق إلا في شخصي، ولايُفْشي سِرا كبيرا أوصغيرا إلا لِهذا العبد...
محاضرة حول “المشهد الثقافي المغربي” قدمها الأديب والناقد المغربي “العربي بنجلون” وذلك خلال احتضان نادي الرواد الكبار في العاصمة الأردنية عمّان مؤخرا لهذه المحاضرة، حيث قدمه فيها الروائي المعروف صبحي فحماوي، والذي استعرض السيرة الذاتية للكاتب بنجلون، في مقر النادي وبحضور عدد كبير من الأردنيين...
في بداية الْخَريف الْماضي، قبل أنْ يرحلَ إلى العالَم الآخر، قال لي بوجهٍ باسِمٍ، وصوتٍ هادئٍ، وهو على فراشه يَحْتضِر:
ـ لا تقلقْ، بُنَيَّ، سأعود في فصل الربيع، وإنْ قُبِضَتْ روحي!
لَمْ تنزلْ من عيني دمعةٌ واحدةٌ، لأنني كنت أثِق به، أي أنه سيرْجِع إلَيَّ، وإلى أمي الْحَنون، التي لَمْ تُطِقْ...