كان بإحدى ضواحي مدينة طنطا قروي له فتيان أحدهما جميل المحيا، مفتول العضل، تام الرجولة، كأبيه في الاستقامة والدأب على حرث الحقل ورعاية الماشية واسمه حسن. أما الآخر واسمه يونس فكان على نقيض أخيه، خامل الذكر، دائم التلهي بمعاكسة جيرانه، يسد مسيل الماء عنهم، ويسرق أمطار الذرة، ويسلبهم دجاجهم وسائر...
كان في أقصى الصعيد نجع قريب من الجبل يسكنه جماعة من فقراء الفلاحين وبينهم بعض الأعراب الذين سكنوا القرى المصرية واعتادوا حياة الريف والاستقرار، ولكن لم تتبدل فيهم غرائز البدو وعاداتهم الموروثة. وكان في النجع بدوي شيخ قد ناهز الثمانين، أسمر البشرة، حديد البصر، اسمه (رحاب)، إذا مشى خلف جماله اطرق...