بينما كانت الأناشيد تنسلُّ سحباً تومض وتختفي, والسموات تبتلع النور لتودعه ثقباً أسود حالكاً بلا بداية بلا أمد. في كوّةٍ ضائعة ضمن اتساع الوجود، و على سدنة المعبد. تبتعد الخطايا. تتسللُ خفيةً على أطراف أصابعها خلف أعمدته. تجفل أقدامها. تحترق لذةً وظمأ لماء الآلهة المقدسة. كان يضع رأسه على الوسادة...
شمعٌ أحمرٌ, وشريطٌ لاصقٌ , وقفل . خيبةٌ وغيمةُ غُبنٍ اجتاحت ملامحَ وجهِه , وصكُّ حَجْرٍ صِحِّيٍّ إلى جانبه اتّهامين؛ أحدهما بالاختلال و آخر بالجنون .
لمْ يكن ليتوقّعَ أن تكون الخاتمةُ على ما آلتْ إليهِ , ولم يكنْ ليتصوّرَ أن تكون إلّا بين حبّات البنِّ المطحون , ورائحةِ الهيل والمسكة ؛ التي...
" أخيراً دوّنتكَ يا همَّ القلب وجرحه " .
عبارة تسرح بالقارئ وتعود به إلى الورق الأبيض . إلى أصلِ الحكاية المأساوية التي كان الورق منقذها . فأن يقوم أديبٌ وباحثٌ بتدوين نهاية سيرة أديبة عبقرية مثل " مي زيادة " , و أن يكشف ما كان مستوراً ومخبوءاً ويقدمه للعالم , يعني أن يتمتع بقدرٍ عالٍ من...