و كما ألقيت في غياهب النسيان
يلقى أسمي مقيداً بظلي
و صدى صوتي الحائر
في هاوية اليأس الحالكة
فيستيقظ كسِلاً
في الحقول الغريبة
يتواتر عليه الليل و النهار
و تتناوب عليه أعين الشمس
و القمر
فيقبله المهرجون
و يصفعه المعزون
و على السندان بالمطارق
ينهال على ذراعيه الحدادون
فيصيروها سلاسل و قيوداً
يحتضن...
منذ تمردي على أنغام السماء الأم
بت غريباً
اثمل في تأمل لوحات الغبار
على النوافد
و صرير الأبواب
في ساعات الصباح
أنا محامي السقم
أرمقه بنظرات الإدانة
و ابتسامة تدبيرٍ في الخفاء
فيحتم علينا
إختفاءً
و تغيباً
عن غدنا الموعود
و امسنا القريب المفقود
تلون دمائنا
بالذكريات
و تكرار صدى المحاولات
لرسم...
في الطريق الى نقاءنا الأبدي
سَرَقَنا أجنحة الوهم
قطاع طريق السماء
في آنية الذهب و الفضة
حتى تبخر الحلم
و تبخر معه.. ظل الغائبين
خلف زجاج الذاكرة
نخيط أقنعة حول ملامحنا المتخشبة
فنرسم إستغراباً
من برودٍ
و ضعفاً في الحبكة
على وجوه جواسيس حاضرٍ
يتصيد النكسات
و ماضٍ يطارد سجناءه
للبرود اقول: زد في...
لست وحيداً
أختنق من أذنيّ
أبيع السحرة
خصلاً من شعري الفاحم
أصب الأرق
في عيون القتلة،
المختلين،
المنسيّين
على أرصفة زيف الوعود
و قبح الكذبات
المختبئة
خلف أقنعة الجمال
إحملوا نعشي
عبر الأراضي الغريبة
و أوقدوا منه الشموع
لأداعب بأغصان الزيتون
نجوماً وعدتني بأحلام سالفة
لأطمئنها
بفراغ تهديداتي...
فاتني
أن أنتزع الحروف
من صحف الكتب المقدسة
لأعقدها قلادةً
حول أعناق الوافدين الجدد
عند أبواب اللقاء
فاتني أن أغرق
في ذلك السحر
الناشب عن الغيرة
أو أن املئ رئتاي
بسحب من الضياع
عوضاً عن كل ذلك
تدربت
خلف الستائر
لدور في مسرحٍ للآلام
حيث سألبس القلائد ذاتها
للحضور
و اتمنى لهم
مشاهدة ممتعة
عن غير...
كيف تولد اللامبالاة
هل تولد بصاعقة
ام بغروب
ام من رياح
تقلع تشابك أغصان المصادفة
ام بقلب غير نواياه
فأتزر الظلام
ليخفف من حرقة الحنين
و الحنين..
إختطفه حراس أقفاص الإتهام
في محاكم الشك
عند ابواب الليل
و تركوا لنا ملاحظة مفادها:
"لا شكل لخجل تقرأه
في عيون الحاضر الجريء
و لا شراً تستعبده
في أيدي...
وحيداً يعزف الكمان
لضوء الشمس
الذي بدا يهرب من إطار النافذة
ببطء
لتبدأ الاوركسترا
بأصوات الأبواب تقرع
في الردهات
إنتهاك للإستقلالية
يتبعه تجانس إجباري
و إحتراق
لمخططات الهرب
الى الأرض الموعودة
التي تغطي الأشواك المتيبسة
الطريق اليها
و خلف الشجرة الوحيدة
في الأراضي الجرداء
يرقص الحقد
معصوب...
سيأتي الدور
على أرواحٍ ضامرة
على أعين فقدت بريقها
نرمي عنا المجارف
نتحرر من جلودنا
و نعلق أجنحة
لننسى انفسنا
في كلمات تلك الأغنية
دائمة الحضور،
و على غرارها
ننشد للحياة
توعداً بالعودة
و إنعتاقاً من السوداوية
لتحكمنا نشوة مفرطة
تذيبها عذوبة الألحان
و زلزلة للمقاييس
و عزفاً عشوائياً
لإهتزاز...