وضعت حقيبتي اليدويّة على المقعد الذي أشارت إليه المضيفة وجلست.
كأنّني وضعت كل أحمالي.
تنفست بعمق وانتظرت أن تقلع الطائرة وتحلّق عاليا لتأخذنني بعيدا عن أرض أوجاعي،هناك حيث النقاء.
لأوّل مرّة أسافر وحيدة بدون زملاء العمل.ولأوّل مرة يشتد بيّ الخوف من وضعيتي وأنا معلقة في الفضاء بين الأرض...
من أي محيط غرفت أمواج الصبر تلك لأنتظر؟
طوال ما يقارب اليوم وأنا مرابطة بالمقهى المقابل أنتظر أن يُدفع باب العمارة العتيقة ذات الطراز المعماري الايطالي القديم ليخرج من الصورة التي وُشمت في ذاكرتي الرجل الذي عشقت منذ عشرين سنة. كان الشتاء وكان البرد قاسيا مثل مجرم خارج المقهى ذو الواجهة البلورية...