ورأيت في منامي أنّي في بابل، في مسابقةٍ للسحر.
كنّا في ميدانٍ كبيرٍ تُطوّقه جماهير حاشدةٌ متعطّشةٌ للسّحر، كأنها تشاهد مصارعةً رومانيةً تسيل بها الدماء كالعرق. على المنصة وقف ثلاثة سحرةٍ حديثي السنّ، ربما كان العرض امتحان تخرّجهم بلقب ساحرٍ. كان المعلم رجلاً عاش ألف عامٍ، بدا وكأنّ الزمن زاده...
كان سردابًا عتيقًا ذلك الذي دلفنا إليه، ونحن عائدين أنا وصديقي أنس، زميل مقعد الدراسة وجاري. كنّا ضجرين من الدروس التي لا تنتهي، فذهبنا إلى الجبل القريب من المنزل، أنس يحمل كتابًا في يديه، كان يخربش فيه طوال الدوام مدّعيًا أنّه يدوّن ملاحظات الأستاذ التي ستأتي بلا شكٍّ في الامتحان النهائي...
أنا جابر بن حيّان، أبو الكيمياء وصاحب بلاط العناصر. اعتزلت الآخرين كما اعتزل شيخي أبو العلاء النّاس.. نفاني الملك المعظم إلى هذا البيت القديم. إنّي وحيدٌ حتى الثمالة، لا أرى أحدًا سوى الحارس المسؤول عن تأمين طعامي وحبسي.
نفاني الملك قبل أن أتمكن من تحويل التراب إلى ذهبٍ، لأنّ حسّادي اتهموني بأنّ...