(1)
الطيور مشرّدةٌ في السماوات،
ليس لها أن تحطّ على الأرض،
ليس لها غير أن تتقاذَفَها فَلَواتُ الرياح!
ربّما تتنزّلُ..
كي تستريحَ دقائق..
فوق النخيلِ النجيلِ التماثيل
أعمدةِ الكهرباء
حوافِ الشبابيكِ والمشربياتِ
والأسطحِ الخرسانية.
(اهدأْ، ليلتقطَ القلبُ تنهيدة،
والفمُ العذبُ تغريدة
والقط...
صورة
هل أنا كنت طفلاً
أم أن الذي كان طفلاً سواي
هذه الصورة العائلية
كان أبي جالساً، وأنا واقفُ.. تتدلى يداي
رفسة من فرس
تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
أتذكَّر
سال دمي
أتذكَّر
مات أبي نازفاً
أتذكَّر
هذا الطريق إلى قبره
أتذكَّر
أختي الصغيرة ذات الربيعين
لا أتذكَّر حتى الطريق إلى قبرها...
(1)
لا تصالحْ!..
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما – فجأةً – بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ – مبتسمين – لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية...
(الإصحاح الأول)
عائدون، وأصغر إخوتهم (ذو العيون الحزينة)
يتقلب في الجُبِّ،
أجمل إخوتهم.. لا يعود!
وعجوزٌ هي القُدْسُ (يشتعل الرأسُ شيبًا)
تشمُّ القميصَ فتبيضُّ أعيُنُها بالبكاء،
وتخلع الثوبَ حتى يجئ لها نبأٌ عن فتاها البعيد
أرضُ كنعانِ – إن لم تَكُنْ أنتَ فيها – مراعٍ من الشوك
يورثها الله من شاء...
انتظري !
ما اسمك ؟
يا ذات العيون الخضر و الشعر الثري
أشبهت في تصوّري
( بوجهك المدوّر )
حبيبة أذكرها .. أكثر من تذكّري
يا صورة لها على المرآة ، لم تكسر
حبيبتي – مثلك –
لم تشبه جميع البشر
عيونها حدائق حافلة بالصور
أبصرتها اليوم بعينيك
اللّتين في عمري ..
طفولة .. منذ اتّزان الخطو لم تنحسر
***
يا...
العينان الخضراوان
مروّحتان
في أروقة الصيف الحرّان
أغنيتان مسافرتان
أبحرتا من نايات الرعيان
بعبير حنان
بعزاء من آلهة النور إلى مدن الأحزان
سنتان
و أنا أبني زورق حبّ
يمتد عليه من الشوق شراعان
كي أبحر في العينين الصافيتين
إلى جزر المرجان
ما أحلى أن يضطرب الموج فينسدل الجفنان
و أنا أبحث عن مجداف
عن...
ماريّا ؛ يا ساقية المشرب
اللّيلة عيد
لكنّا نخفي جمرات التنهيد !
صبى النشوة نخبا .. نخبا
صبى حبّا
قد جئنا اللّيلة من أجلك
لنريح العمر المتشرّد خلف الغيب المهلك
في ظلّ الأهداب الإغريقيّة !
ما أحلى استرخاءه حزن في ظلّك
في ظلّ الهدب الأسود
...................
ماذا يا ماريّا ؟
الناس هنا كالناس هنالك...