أمشي وحيدا في طرقات المدينة الحزينة ، حاملا جيتاري الذي لم تفض بكارته بعد ، ليس في هذه المدينة ما يبعث على تراقص الأوتار ، كل أبوابها موصدة أمامي ؛ ذات عبور مررت بمقهاها فعزفتُ لهم لحانا، امتزجت ايقاعاته بعبق قهوتهم، ولكنهم لفظوها من أفواهم ، اقتلعوني كما تقتلع الأشجار وألقوا بي خارجا ، لملمتُ...
كانت سيّدة للطّين، تصنع منه مشاهد أخرى للحياة، لا أدري لماذا شعرت أنها شقيَّ الآخر الذي ضلَّ منّي لسنوات ... التقيتها المرّة الأولى في معرضها الفنّي لمجموعة من مجسّمات الطّين الصّناعي، أشكال وألوان مختلفة تعجنها بخفّة... وكأنها تمارس الجمال الأرسطي المثالي، تمزج الألوان وتشكلها، تجعل من الطّين...