(موسكو)
27/2/1968
عزيزي أبا ريا
تحياتي وحبي
تلقيت رسالتك وقد غادرت المستشفى كما تمنيت ولكن لا إلى البيت ولكن لاحدى دور الراحة قرب موسكو.
وأنا الان في صحة لا بأس بها، وبوضع نفسي طيب ولو كان غير مستقر تماماً، وكيف تستطيع ان تستقر إذا لم تشعر بأنك تنمو، ولا تشعر بالنمو والحياة الا حين تمسك...
لأنسي الحاج وحده أن يكشف هذه الغمامة المحيقة بقصيدة النثر ومفاهيمها المتضاربة، فهو صاحبها العربي، ومغامر تجربتها الأولى، ومؤسس منحاها وسياق كينونتها. وله الحق كله في أن يقول ما يشاء عن رؤيته وتطلعاته لمفهوم الشعر بأبعاده ومجالات اختراقاته، وآفاق ريادته. وإذا كنت من مجايليه ومتابعي تجربته الأولى...