سحبتني هدى من يدي إلى الشرفة، أشارت إلى الشرفة المقابلة وشرحت الحادثة:
– وَقف هناك للحظة، على السور، ثم قفز، أيقظ الارتطام الشارع كلّه.
تطلعتُ إلى الشرفة المغلقة، على سورها بعض أصص الصبّار، وفي الأعلى قفص عصافير خاو، وتخيلت “حازم” بجسده الفارع –كما أتذكره قبل سفري الطويل- يطلع السور بخطوة واحدة،...
هل يمكن أن تكون حكايات «كليلة ودمنة» التي تروي الحكمة على ألسنة الحيوانات، عربية لا هندية؟ هل استطاع عبد الله بن المقفع أن يخدعنا على مدار ثلاثة عشر قرناً من الزمان، تماماً كما خدع الحاكم أبا جعفر المنصور، فأقنعه وأقنعنا بأنّه مجرّد مترجِم للقصص الشهيرة، بينما هو (ابن المقفع) مؤلفها في الحقيقة؟...
في جلبابها تقترب ببطء من التلفاز حتى تكاد تحجب الشاشة، تقرّب رأسها وتضيّق عينيها رغم النظارة الثقيلة وتسأل: تمثيلية إيه يا ولاد؟
نردّ بنفاد صبر: فيلم يا تيتة، فيلم.
ويظهر شبح ابتسامة على وجه أمي التي تضع قدمها على دواسة مكنة الخياطة، ويدها على القماش تحت الإبرة، وطرف عينها يراقبنا وأنفها يراقب...