(إلى معتقلي الرأي في سجون القهر في مصر)
نظرتْ آية إلى الكيس الكبير في يدي، وحاولتْ أن تضبط انفعالها وهي تسأل: "إيه ده؟"
في الكيس ظرفان أبيضان كبيران، وكيسٌ آخر فيه أوانٍ بلاستيكيّة صغيرة فارغة للزراعة. أَرفقتُ، مع الأواني، كيسَ قمامة كبيرًا، وكيسًا آخرَ فيه تربة للزراعة، وفقًا لنصيحة...
لم أدرِ أنّ صوتي كان هامسًا حتّى طلب منّي العسكريُّ الجالسُ خلف المكتب أن أرفعه. كرّرتُ ما قلت:
"عايزة أسجّل اسمي للزيارة."
على شفتيه طيفُ ابتسامة، وعيناه تلتفتان إلى الشارع، بينما يسأل بغير اكتراث: "سياسي ولّا جنائي؟"
لا بدّ من أنّه كان يعرف الجواب.
"سياسي،" أجبت بصوت خفيض.
"الساعة 10."...