إنّهُ لما اشتدّ الحرّ على الدُّنيا وما فيها، وانتصف النهارُ، صلّى الظُّهر حاضرًا واستمرَّ في اقتلاع الأعشابِ في البيارة وجمعها في كومةٍ قرب بابور الماء. اعتراهُ إحساسٌ شديدٌ أنْ حان موعد الرحيل عن تلك البيارة، بعد فراغه من ري جميع الأشجار. عرف أن لا جدوى لوجوده فيها، فلَـمْلَمَ أشياءه واتّجه صوب...